للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معناه: كأن أيديهن، فأسكن الياء.

(وذا البرَةِ الذي حُدِّثتَ عَنْهُ ... به نُحْمَى ونَحمِي الملجَئينا)

ذا البرة: رجل من بني تغلب بن ربيعة. و (الملجئين): الذين قد التجئوا واحتاجوا إلى من ينصرهم.

وقال أبو جعفر: ذو البرة يقال له (برة القُنفذ) لقب بذلك لشعر كان على أنفه يلتوي كأنه برة،

مستديرا.

وذا البرة نسق على مهلهل، والباء صلة.

(ومِنّا قبلَه السَّاعِي كُلَيبٌ ... فأَيَُّ المجدِ إِلا قَد وَلينا)

كليب الملك الساعي، سعى في المجد. (ولينا) من الولاية، أي صار إلينا فصرنا ولاة عليه. وقال

هشام بن معاوية: أنشد الكسائي هذا البيت برفع أي بما عاد من الهاء المضمرة، أراد فأي المجد إلا قد

وليناه. قال: وإنما أضمر الهاء لما لم يصل إلى نصب أي بولينا، وشبهه بقولهم: ما عبد الله إلا

أضرب، معناه ما عبد الله إلا أضربه، ونصب عبد الله خطأ. والفراء يرفع أيا بما عاد من الهاء

المضمرة، ويحتج بأن أيا لها صدر الكلام، إذ كانت لا يسبقها العامل فيها، فصار الذي بعدها كالصلة،

وأضمرت الهاء فيه كما تضمر في الصلة. ولا يجيز الفراء ما عبد الله إلا أضرب، على إضمار

الهاء، لأن عبد الله لا يضمر له في خبره الهاء، اذ كان يكون قبله وبعده. ونصب عبد الله خطأ في

قول جماعة من النحويين، لأن إلا لا ينصب ما بعدها ما قبلها.

وقال هشام: روى بيت عمرو أبو عمرو والأصمعي بالنصب: (فأي المجد إلا قد ولينا) بنصب أي.

ولم يعرف هشام لروايتهما مذهبا.

قال أبو بكر: والصواب عندي رواية الكسائي، لأن الا أداة مانعة تمنع ما بعدها من نصب من قبلها.

<<  <   >  >>