للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لما تذكرَّت بالدَّيرَين أرَّقني ... صوتَ الدَّجاج وقرعٌ بالنواقيس

أراد: أرقني انتظار صوت الدجاج. والدجاج: الديوك. يخبر إنه رجل مسافر ينتظر أن تصيح

الديوك فيسير. وقوله (حين هب نيامها) معناه حين انتبه نيامها. يعنى إنه ذهب بليل.

ونصب الدجاج على الوقت، والناصب له باكرت.

(وغَداةَ رِيحٍ قج كشَفْتُ وقِرَّةِ ... إِذْ أَصبحَتْ بِيَدِ الشَّمالِ زِمامُها)

وغداة ريح، معناه: ورب غداة ريح قد كشفت الجوع بالقرى. وقوله (وقرة) معناه وبرد. يقال يوم قر

وليلة قرة. والقر والقرة: البرد. ويقال شمال قَرة بفتح القاف. ويروى: (قد وزعت) فمعناه قد كففت

ورددت. قال الله عز وجل: (فهم يُوزَعون)، أي يُحبس أولهم على اخرهم حتى يدخلوا النار. وقال

الشاعر:

كفى غِيَر الأيَّام للمرء وازعَا ... إذا لم يقر ريا فيصحوا طائعا

وقوله (إذ أصبحت بيد الشمال) معناه إذ أصبحت في الغداة الريح بيد الشمال زماما. يريد هي شمال.

وإنما يصف شدة البرد والجوع. أي أطعمت إذا كان أغلب الأرواح ريح الشمال.

والقرة تختفض بالنسق على الريح، واسم أصبحت مضمر فيه من ذكر الغداة. يريد: إذ أصبحت

الغداة. ويجوز أن يكون فيه ضمير من الريح، ويجوز أن يكون فيه من القرة ضمير. والزمام مرفوع

بالباء. كما: تقول أصبحت بيدك الأمر والنهى.

(بصَبوحِ صافيةِ وجَذْبِ كَرِينةٍ ... بموَتَّرٍ تأْتالُه إِبهامُها)

<<  <   >  >>