للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويروى: (تصدى وتبدى عن أسيل) يريد تتصدى أي تتعرض لتنظر. وقال بعضهم: معنى قوله

تتقى، تتقى بعينها من تخافه من أوليائها. ويقال: إنما وصفها بأنها مطفل لأنه أراد: ليست بصبية، بل

قد استكملت وعقلت. وقال كثير:

وما أمُّ خِشْف بالعَلايَةِ شادنٌ ... تنشِّئُ في برَدِ الظِّلال غَزَالهَا

يقول: قد بلغت وليست بكبيرة فهو أكمل لها وأتم. وقال ابن حبيب: مطفل: معها طفل، فهي تلفت

إليه كثيرا. ويجوز أن يكون قال مطفل لأنه أحسن لعينها وأوسع، فشبه سعة عينيها بسعة عيني هذه

البقرة في هذه الحال. وروى: (وتبدى عن شتيت)، أي عن ثغر شتيت، أي متفرق ما بين الثنيتين.

قال الله عز وجل: (وقُلوبُهمْ شَتَّى)، فمعناه: وقلوبهم متفرقة. وواحد شتى شتيت. قال نابغة بني

شيبان:

وزانَ أنيابَها منها إذا ابتَسَمَتْ ... أحوى اللِّثاتِ شتيتٌ نَبْتُه رَتِل

وفاعل تصد مضمر فيه من ذكر المرأة، وتبدى نسق على تصد، وعن صلة تبدى وهي خافضة

للأشيل، وتتقى نسق على تصد، والباء صلة تتقى وهي خافضة للناظرة، ومن صلة ناظرة وهي

خافضة للوحش، والوحش مضافة إلى وجرة، ووجرة نصبت وهي في موضع خفض لأنها لا تجرى

للتعريف والتأنيث، ومطفل نعت لناظرة.

وقال السجستاني: (وتتقى بناظرة) معناه وتتقينا بناظرة، أي بمثل عين مطفل. قال: ومثله قول

الراجز:

متَّقياً بوجههِ الصَّحاصحا

يقول: الذي يلقى الأرض منه وجهه.

<<  <   >  >>