للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والكشح نسق على الجيد، واللطيف نعته، والكاف نعت للطيف، والمخصر نعت للكشح، والساق نسق

على الكشح، والكاف نعت للساق، وهي خافضة للأنبوب، والأنبوب مضاف إلى السقي، والمذلل نعت

للسقي.

(ويُضْحِى فَتِيتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِها ... نَؤومُ الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ)

قوله: (ويضحى فتيت المسك) معناه يبقى إلى الضحى. وفتيت المسك: ما يفت منه في فراشها. وقال

أبو جعفر أحمد بن عبيد: معناه كأن فراشها فيه المسك من طيب جسدها، لا أن أحداً فت لها فيه

مسكا. واحتج بقول امرئ القيس:

خليليَّ مُرَّا بي على أم جُندَبِ ... لَنْقضيَ حاجاتِ الفؤاد المعذّب

ألم تَرَياني كلَّما جِئتُ طارقاً ... وجدتُ بها طيباً وإنْ لم تطيّب

قوله (نؤوم الضحى) معناه لها من يكفيها من الخدم، فهي تنام ولا تهتم بشيء. وقال أبو جعفر أحمد

بن عبيد: هي مكرمة، لها من يكفيها، ولم يسبها أحد فتحتاج إلى الخدمة فتشد نطاقها. وقال يعقوب:

(ولم تنتطق عن تفضل) أي لم تنتطق، لتعمل، ولكنها في بيتها فضل. وقال يعقوب: لم تنتطق عن

تفضل، أي لم تنتطق لتعمل، ولكنها في بيتها فضل. قال: وهذا كقولك: ما عرق فلان عن الحمى، أي

ما عرق بعد الحمى. وأنشد للأعشى:

ولقد شُبّتِ الحُروب فما غُ ... مِّرتَ فيها إذْ قَلَّصَتْ عن حيالِ

أي فما وجدت فيها غمرا، أي ضعيفا، إذ لقحت بعد أن كانت حائلا، فذلك أسد لقوة الحرب. ومعنى

(عن حيال) أي بعد حيال. وأنشد يعقوب أيضا:

قرّبا مَربِط النَّعامة منى ... لقِحتْ حربُ وائل عن حيالِ

<<  <   >  >>