للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكلاهما في كَفِّهٌ يزَنيَّةٌ ... فيها سنانٌ كالمنارة أصلعُ

والمتبتل: المجتهد في العبادة. والتبتل: الانقطاع عن الناس في العبادة. والبتل: القطع. قال الله عز

وجل: (وتَبتَّلْ إليه تبتيلا) فمعناه انقطع إليه انقطاعا. ويقال في نعت مريم عليها السلام: العذراء

البتول، معناه المنقطعة عن الناس في العبادة. قال أمية بن أبي الصلت في ذكر مريم عليها السلام:

أنابت لوجه الله ثم تبتَّلتْ فسبَّحَ عنها لَومَة المتلوِّمِ

وقال ابن حبيب: شبهها بسراج الراهب لان سراج الراهب لا يطفأ.

وفاعل تضي مضمر فيه، والظلام مفعوله، والباء صلة تضيء وهب خافضة للعشاء، والهاء اسم

كأن وهي عائدة على المرأة، والمنارة خبر كأن وهي مضافة إلى الممسى، والممسى مضاف إلى

الراهب، والمتبتل نعت للراهب.

والمنارة وزنها من الفعل مفعلة من النور، أصلها منورة فألقيت فتحة الواو على النون وصارت ألفا

لانفتاح ما قبلها. ويقال في جمع المنارة على القلة منارات، ويقال في جمعها على الكثرة مناور

بالواو، ومنائر بالهمز والياء، لغتان شاذتان لا يقاس عليهما.

(إِلى مِثْلِها يَرنُو الحَلِيمُ صَبَابَةً ... إِذا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومجْوَلِ)

قوله (يرنو الحليم صبابة) معناه يديم النظر. قال العجاج:

أي أديم النظر إلى النساء ويدمن إلى نظرهن. وأنشد الفراء:

أيامَ يدعوني الصِّبا فأجيبهُ ... وأعْيُنُ مَن أهَوى إلى رواني

<<  <   >  >>