للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأساريعه: دواب تكون فيه مثل شحمة الأرض، وهي دودة تكون في الرمل. يقال أساريع ويساريع.

فسبه أصابعها بالأساريع للينها. قل ذو الرمة:

خرَاعيبُ أمُلودٍ كأنَّ بنانَها ... بناتُ النقا تَخْفى مِراراً وتظهرُ

خراعيب: ملس لينة. وأملود: ناعمة. وبنات النقا: دواب بيض تشبه العظاء تكون في الرمل. وواحد

الأساريع أسروع ويسروع، وهي دواب تسمى بنات النقا. قال: وسرقه ذو الرمة منه، يعني من امرئ

القيس. وقال ابن حبيب: شبه أصابعها بمساويك إسحل في دقتها ونقائها واستوائها. وقال يعقوب:

الإسحل شجر له غصون دقاق يستاك بها ويتخذ منها الرحال. قال العجاج:

مَيْسَ عُمانَ أو رحالَ إسحِلِ

والفاعل مضمر في تعطو من ذكر المرأة، والباء صلة تعطو، وهي خافضة للرخص، وغير شثن

للرخص، والهاء اسم كأن، وهي عائدة على الرخص، والأساريع خبر كأن، وهي مضافة إلى الظبي،

والمساويك نسق على الأساريع، وهي مضافة إلى الإسحل.

(تُضِيءُ الظَّلاَمَ بالعِشَاءِ كأَنَّها ... مَنَارَةُ مُمْسَي راهبٍ مُتَبتِّلِ)

قوله (تضيء الظلام بالعشاء) معناه هي وضيئة الوجه زهراء مشرقة الوجه، إذا تبسمت بالليل

رأيت لثناياها بريقا وضوءا، وإذا برزت في الظلام استنار وجهها وظهر جمالها حتى يغلب الظلمة.

قال قيس بن الخطيم:

قضَى لها الله حين صّورها ال ... خالقُ أن لا يُجنَّها سَدَفُ

وقال يعقوب: المنارة هي المسرجة، وهي مفعلة من النور. وأنشد لأبي ذؤيب:

<<  <   >  >>