للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقول: قد حملت فلم يضعها وهي بين فرك وعشق. والفرك: البض. والعشق: العشق. وقال ابن

حبيب: بين فرك وعشق، معناه لم يضع هذه الأتن، لا حين كانت تعشقه قبل حملها فتمكنه من

ظهرها، ولا حين حملت ففركته ومنعته من ذلك، فهو حافظ لها في الحالين جميعا.

والى صلة يرنو، والحليم يرتفع بيرنو، والصبابة تنتصب على المصدر، والتقدير يرنو الحليم

صبابة إلى مثلها. وإذا وقت من صلة يرنو، وما صلة للكلام لا موضع لها من الإعراب، وفاعل

اسبكرت مضمر فيه من ذكر المرأة، وبين صلة اسبكرت وهي خافضة للدرع، والمجول نسق على

الدرع.

(كِبكْرِ المُقاناةِ البَيَاضِ بصُفْرةٍ ... غَذَاها نَمِيرُ المَاءِ غَيْرَ مُحلَّلِ)

قال أبو بكر: سألت أبا العباس أحمد بن يحيى عن إعراب البياض، فقال يجوز الخفض والنصب

والرفع؛ فمن خفضه أضاف المقاناة اليه، وصلح الجمع بين الألف واللام والإضافة لان الألف واللام

معناهما الانفصال، والتقدير كبكر المقاناة البياض قونى بصفرة. قال: ولا يجوز لمن خفض البياض

بالإضافة أن يجعل الباء صلة المقاناة، لأن المقاناة في مذهب الأسماء فلا يجوز أن توصل بالباء،

فخطأ في قول الكسائي والفراء مررت برجل وجيه الأب في الناس، لان وجيها في مذهب الأسماء،

فلا يجوز أن يوصل بفي. وكذلك مررت برجل راغب الأب فيك، خطأ لما ذكرنا. قال: ومن نصب

البياض نصبه على التفسير، كما تقول: مررت بالرجل الحسن وجها. ومن رفع البياض جعل الألف

واللام بدلا من لهاء بفعل مضمر، والتقدير كبكر المقاناة قونى بياضها بصفرة. انقطع كلام أبي العبس

هاهنا.

قال أبو بكر: والألف واللام تكون بدلا من الاضافة، لانهما جميعا دليلان من دلائل الأسماء، قال الله

عز وجل: (ونَهَى النَّفْسَ عن الهوى)، معناه عن

<<  <   >  >>