ومن تفاسير هذه الآية أن المراد بالصلاة الوسطى هي صلاة العصر لأنها واقعة بين صلاتي النهار وصلاتي الليل. وقوله - تعالى - في كفارة اليمين:{فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}(سورة المائدة: ٨٩) .
يفسر العلماء " أوسط الطعام " هنا بأنه لا مغالاة في جودته أو في رداءته، وكذلك في ثمنه ما بين غلو في الارتفاع أو نزول في الانخفاض.
وأوسطهم أى: أعدلهم، ولفط الوسط لغة بمعنى أنه ما يكون بين طرفين، وسط الشيء ما بين طرفيه وأعدله (١) . والتوسط بين النقيضين، والأوسط بمعنى الاعتدال والأبعد عن الغلو، وكذلك يأتي بمعنى الأفضل، إذ الوسط بطبيعة الحال محمي من العوارض والآفات التي تأتي أطراف الشيء. ويستعمل الوسط في الفضائل ثم صار الوسط وصفا للمتصف بالفضائل. . . يقال: رجل وسط وأمة وسط.
(١) أصول المجتمع الإسلامية، د جمال الدين محمد محمود، ص ١٧٠، الناشرون: دار الكتاب المصري - القاهرة، دار الكتاب اللبناني - بيروت، الطبعة الأولى ١٤١٢هـ / ١٩٩٢م.