للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

روى الخلال عن إسحاق بن إبراهيم، قال: سألت أبا عبد الله عمن قدم عليًّا على عثمان؟ فقال: «هذا رجل سوء، نبدأ بما قال أصحاب النبي ، ومن فضله النبي » (١).

وعن بكر بن محمد، عن أبيه، عن أبي عبد الله وسأله عمن قال: أبو بكر وعمر وعلي وعثمان؟ فقال: «ما يعجبني هذا القول. قلت: فيقال إنه مُبتدع؟ قال: أكره أن أبدعه البدعة الشديدة» (١).

والذي آل إليه قول أهل السنة في هذه المسألة: هو تقديم عثمان على عليٍّ لتقديم الصحابة له في الخلافة، ولقول ابن مسعود حين استخلف عثمان : «أمرنا خير من بقي ولم نأل» (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر ترتيب الخلفاء الأربعة في الفضل وأنه على ترتيبهم في الخلافة: «وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل؟ فقدم قومٌ عثمان وسكتوا، أو ربعوا بعلي، وقدم قومٌ عليًّا، وقوم توقفوا، لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان، وإن كانت هذه المسألة -مسألة عثمان وعلي- ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة، لكن المسألة التي يضلل فيها المخالف هي مسألة الخلافة» (٣).


(١) السنة للخلال (ص ٣٧٨).
(٢) المصدر السابق (ص ٣٨٤).
(٣) مجموع الفتاوى (٣/ ١٥٣).

<<  <   >  >>