للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

جميعهم، وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم، والتبري من كل من ينتقص أحدًا منهم، رضي الله عن جميعهم» (١).

ويقول الإمام المزني في سياق تقرير عقيدة أهل السنة في الصحابة: «ويقال بفضلهم ويذكرون بمحاسن أفعالهم، ونمسك عن الخوض فيما شجر بينهم؛ فهم خيار أهل الأرض بعد نبيهم (٢)، ارتضاهم الله ﷿ لنبيه، وخلقهم أنصارًا لدينه، فهم أئمة الدين وأعلام المسلمين؛ فرحمة الله عليهم أجمعين» (٣).

ويقول الإمام البربهاري: «وإذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب النبي فاعلم أنه صاحب قول سوءٍ وهوى، ولقول رسول الله : «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا» (٤)، فقد علم النبي ما يكون منهم من الزلل بعد موته (٥)،


(١) الإبانة عن أصول الديانة (ص ٢٢٤، ٢٢٥).
(٢) يعني: أنهم خيار أهل الأرض بعد نبيهم من هذه الأمة دون سائر الأمم؛ فإن في الأمم الماضية أنبياء ورسلًا، وهم أفضل من الصحابة بدلالة النصوص وإجماع السلف.
(٣) شرح السنة (ص ٨٦).
(٤) أخرجه الطبراني في الكبير من حديث عبد الله بن مسعود (١٠/ ١٩٨)، (ح ٤٤٨)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ١٠٨)، وقد حكم العلامة الألباني بصحة الحديث بمجموع طرقه في السلسلة الصحيحة (٣٤).
(٥) يعني: بما أطلعه الله عليه من الوحي؛ فإن النبي أخبر عن القتال الذي حصل بين الصحابة؛ كإخباره عن الحسن بن علي أن الله يصلح به بين فئتين من المسلمين. أخرجه البخاري (ح ٣٧٤٦)، إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على إطلاع الله نبيه على ما يحصل من الاقتتال بين الصحابة -رضوان الله عليهم جميعًا-.

<<  <   >  >>