للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وذهب بعض العلماء المحققين إلى أن هذه التسمية إنما لزمتهم لرفضهم زيد بن علي عندما خرجوا معه في جملة المتشيعين له عند خروجه على هشام بن عبد الملك بن مروان في سنة إحدى وعشرين ومائة، فأظهر بعض أصحابه الطعن على أبي بكر وعمر فنهاهم عن ذلك؛ فتفرقوا عنه ولم يبق معه إلا مائتا فارسٍ؛ فقال لهم: رفضتموني؟ قالوا: نعم. فسموا رافضة لذلك، وسُمي من بقي معه زيدية (١).

والرافضة افترقوا بعد ذلك إلى فرقٍ كثيرةٍ، وقد ذكر بعض المصنفين في الفرق والمقالات أنهم خمس عشرة فرقة (٢).

وذهب بعض المحققين إلى أنهم يصلون إلى أربع وعشرين فرقة (٣).

والرافضة مجمعون على عقائد باطلة خالفوا فيها سائر فرق الأمة.

قال الإمام أبو الحسن الأشعري: «وهم مجمعون على أن النبي نص على استخلاف علي بن أبي طالب باسمه، وأظهر ذلك وأعلنه، وأن أكثر الصحابة ضلوا بتركهم الاقتداء به بعد وفاة النبي ، وأن الإمامة لا تكون إلا بنص وتوقيفٍ، وأنها قرابة، وأنه جائز للإمام في حال التقية أن يقول: إنه


(١) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (١/ ١٣٧)، والحجة في بيان المحجة لقوام السنة (٢/ ٤٧٨)، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي (ص ٥٢)، والملل والنحل للشهرستاني (١/ ١٥٥)، ومنهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ٨)، ومجموع الفتاوى له (١٣/ ٣٦).
(٢) انظر: الفرق بين الفرق للبغدادي (ص ٢٣)، والتبصير في الدين للإسفرائيني (ص ٣٥).
(٣) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (١/ ٨٨).

<<  <   >  >>