للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولعنهم … ، وكذلك بدعة السرور والفرح، وكانت الكوفة بها قومٌ من الشيعة المنتصرين للحسين، وكان رأسهم المختار بن أبي عبيد الكذاب، وقومٌ من الناصبة المبغضين لعلي وأولاده، ومنهم: الحجاج بن يوسف الثقفي.

وقد ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال: «سيكون في ثقيف كذاب ومبير» (١)؛ فكان ذلك الشخص هو الكذاب، وهذا الناصبي هو المبير؛ فأحدث أولئك الحزن، وأحدث هؤلاء السرور ورووا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته» (٢).

وقال في موضعٍ آخر: « … وأهل الكوفة كان فيهم طائفتان: طائفة رافضة يظهرون موالاة أهل البيت، وهم في الباطن إما ملاحدة زنادقة، وإما جهال وأصحاب هوى.

وطائفة ناصبة تبغض عليًّا وأصحابه، لما جرى من القتال في الفتنة

ما جرى …

إلى أن قال بعد الحديث عن الرافضة: فعارض هؤلاء قوم إما من النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته، وإما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والشر بالشر، والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء كالاكتحال والاختضاب، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك مما يفعل في


(١) أخرجه مسلم في صحيحه (٤/ ١٩٧١، ١٩٧٢) (ح ٢٥٤٥).
(٢) منهاج السنة (٤/ ٥٥٤ - ٥٥٥).

<<  <   >  >>