للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ففي هذا النص القرآني دعوة آمرة للبحث العملي في السماوات والأرض عن طريق النظر، لا عن طريق تفسير النصوص.

(ب) وقول الله تعالى في سورة (الذرايات/٥١ مصحف/٦٧ نزول) :

{وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي? أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} .

في هذا النص دعوة إلى البحث العلمي في الأرض وفي النفس الإنسانية للتعرف على آيات الله فيهما، وهذا البحث العلمي لا بد أن يعتمد على وسائل الإدراك الحسي والاستدلال العقلي.

(ج) وقول الله تعالى في سورة (العنكبوت/٢٩ مصحف/٨٥ نزول) :

{أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِيءُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذالِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِىءُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .

ففي هذا النص دعوة للنظر في ظاهرة التكوين عن طريق البحث العلمي، الذي يعتمد الوسائل الحسية والوسائل العقلية، لا على مجرد تفسير النصوص وفهم دلالاتها، كما زعم الناقد (د. العظم) في ادعاءاته وافتراءاته ومغالطاته.

وقد اندفع المسلمون فعلاً يطبقون منهج النظر العلمي في أنفسهم وفي الكون من حولهم، للوصول إلى معرفة حقائق الأمور، عن الكون والإنسان والحياة، وسر المبدأ ومفاهيم النشأة، وهذا البحث هداهم إلى تطبيق المنهج التجريبي، في العلوم التي تخضع موضوعاتها للملاحظة والتجربة، الأمر الذي دفع العالم الأوروبي المشهور (جب) إلى أن يقول في كتابه "الاتجاهت الحديثة في الإسلام" (١) :

"أعتقد من المتفق عليه أن الملاحظة التفصيلية الدقيقة التي قام بها


(١) نقلاً من كتاب "منهج التربية الإسلامية" للأستاذ محمد قطب.

<<  <   >  >>