للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في توجيه أي حرب ضده وضد المسلمين، خدمة للماركسي، ومن ورائها اليهودية العالمية.

وحينما يستشهد بأقوال بعض المسلمين فإنه لا يستشهد إلا بالأقوال الشاذة والآراء المنحرفة، ويتصيدها تصيداً من ضمن الآراء الصحيحة السليمة، ويقدمها على أنها هي وحدها الممثلة للفكرة الإسلامية في موضوع البحث الذي يناقضه، ويطوي ما عداها من الآراء والمفاهيم، أو يشير إليها إشارة خفيفة دون بيان، وعلى طريقته التي عرفناها فيه يغالط في الحقائق، فيعمم الخاص، أو يخصص العام من عنده، أو يكذب في النسبة، أو يؤول من عنده تأويلاً فاسداً، أو يحرف في المراد من المعاني، إلى غير ذلك من أصول المغالطات.

نقل شطحات الحلاج الشاذة القائمة على العقيدة الجبرية، وعلى التفسيرات الباطنية، والتعبيرات الرمزية، واعتبرها هي الممثلة للفكرة الإسلامية في موضوع إبليس وقصته، مع أن هذه الأقوال مخالفة للنصوص القرآنية، والأحاديث النبوية مخالفة صريحة، ولا تحتمل هذه النصوص تلك المعاني الباطنية الشاذة، لا في أسلوبها العربي، ولا في دلالتها الفلسفية، وما هي إلا تحريف في الدين بآراء فلسفية لاهوتية دخيلة على الفكر الإسلامي.

واعتمد آراء عز الدين المقدسي في كتابه "تفليس إبليس" لأنها في مضمونها تتضامن مع الشطحات الحلاجية الباطنية، الجانحة عن المفاهيم القرآنية، بالآراء الدخيلة على الفكر الإسلامي، والتي أفسدت بعبثها نقاء الحقيقة الدينية الظاهرة من النصوص الإسلامية، وهي الحقيقة التي فهمها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والعلماء والأعلام من بعدهم، ثم دخلت من بعد ذلك المذاهب المشبوهة في غاياتها، فأفسدت ما أفسدت. وتتابع المضللون من بعدهم يعتمدون أقوالهم ويبنون عليها لمحاربة الإسلام والمسلمين.

لكن الله يحمي دينه من المخربين من داخل الصفوف، والمحاربين من خارجها، ويحق الله الحق ويبطل الباطل، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

<<  <   >  >>