للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من المكر والخديعة ومنها ما يحمل حرباً مادية مسلحة بكل قوة مادية مريعة، بغية تهديم الحق الذي جاء به الإسلام، فكان به مجد العرب وسائر الشعوب التي استجابت لدعوته، وبغية تفتيت وحدة المسلمين المتماسكة التي كان فيها سر قوتهم العظمى التي أذهبت الأمم والشعوب حقبة من الدهر، فهم ما يفتأون يخشون أن تعود هذه القوة الكبرى للمسلمين، وأن يعود ذلك الإيمان الصادق إلى قلوبهم.

وفي طليعة هذه المؤامرات المستمرة على الإسلام والمسلمين المؤامرة اليهودية العالمية الكبرى التي استطاعت أن تسخر الأحزاب السرية، وكلا من المذاهب الفكرية والاجتماعية والاقتصادية المتصارعة في العالم، واستطاعت أن تسخر لتحقيق أغراضها الاستعمار والصليبية وأركانها السياسية والتبشيرية والاستشراقية، وأن تسخِّر الإلحاد والشيوعية الدولية العالمية.

وتوجد عوامل أخرى لكل من السببين السابقين وهما: الانحراف الفكري عن منهج التفكير السديد، والانحراف النفسي عن منهج الخلق القويم.

ومن هذه العوامل ما يلي:

١- الافتتان بمظاهر التقدم المادي والانسياق مع ألوانه الخادعة للنظر، وتقبل ما يرافقه من منحرفات فكرية وخلقية وسلوكية.

وقد استخدم أعداء الإسلام في العصور الحديثة هذه الوسيلة من وسائل التضليل على أوسع نطاق، وأثمرت لهم في المجتمعات الإسلامية ثمرات جمة، وكان ذلك عن طريق دمج الوافدات الوبائية الخطيرة على العقائد والأخلاق والنظم الإسلامية في صادرات منجزات بلادهم المادية المرضية بتقدمها المادي، وبهذا الدمج الماكر عسُر على الجماهير التمييز بين الغث والثمين، والنافع والضار.

٢- طاعة القادة المضلين واتِّباعهم:

فكثير من الانحراف الفكري والانحراف النفسي يأتي عن طريق اتباع القادة المضلين، ذوي السلطان والجبروت في الأرض.

<<  <   >  >>