للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على رسله بحسب حاجات الأمم، التي اقتضت أن ينزل إليها متدرجاً على طريقة التكامل، وكان ختم هذا الدين بصورته الكاملة التامة في رسالة الإسلام الذي اصطفى الله لحمله للناس محمداً عليه الصلاة والسلام.

إلا أن الأديان الأولى لم يتوافر لها النقل الصحيح، ودخل إليها عن طريق بعض أتباعها التحريف والتغيير في النصوص وفي العقائد، فجعلها غير ممثلة للدين الحق، غذ دخل إليها كثير من الباطل، كما أن أدياناً حملت هذا الإسلام وهي صناعة بشرية غير ربانية، أفتحشر هذه الأديان كلها بما فيها من حق وباطل ثم يصدر بحقها جميعاً أحكام تتناسب ما في بعضها من باطل، أو أحكام تناسب ما في بعضها من حق؟؟

هكذا كان عمل (د. العظم) لدعم مذهب الإلحاد بالله وجحود اليوم الآخر.

(٣)

ببالغ من التزييف الوقح بدأ الملحدون من أجراء صانعي الهزيمة العربية في عام ١٩٦٧م يحمِّلون الدين وزور الهزيمة التي اصطنعوها، وكانوا قبل المعركة وفي أثنائها قد عزلوا الدين عزلاً كلياً عن جميع ساحاتها، حتى لم يبق له صوت ولا سوط يرتفعان، ثم يقولون: إن سبب الهزيمة هو وجود رواسب من الذهنيات الدينية الغيبية الاتكالية عند الثوريين الذين قادوا المعركة.

وكل عارف بالحقيقة يعلم أن معركتهم لم تكن ضد العدو الباغي، إن معركتهم معه لم تكن إلا معركة صورية أو شبه صورية، أما معركتهم الحقيقة فقد كانت ضد الدين الذي يتابع كتابهم اليوم محاربته بالتزييف والتضليل، بعد أن حاربوا دعاته بالتعذيب والتنكيل حرباً لا هوادة فيها.

لقد أفلست عمليات الاضطهاد في تحقيق كل ما يهدفون إليه، فلجؤوا إلى أسلحة التضليل الفكري.

مما لا شك فيه أن معركة الإسلام مع الملاحدة العالميين الذين يتحركون

<<  <   >  >>