للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وانطلت حيلة التغييرات الاقتصادية والاجتماعية التي لا تتعارض مع الدين ولا تمس عقائده ومفاهيمه الأساسية كما زعم أجراؤهم والمنخدعون بهم.

وتجند لمؤازرتها ومناصرتها فريق الطامعين، وسارت من ورائهم جماهير العمال والفلاحين وصغار الكسبة، وقادة المسير صنائع وأجراء من طبقة القيادات المثقفة، الذين استطاعوا أن يشتروهم أو يغرروا بهم، إذ وجدوا في نفوسهم مواطن ضعف نؤهلهم لهذه العمالة.

وقامت الثورة، ورافق إقامتها حملة عنيفة من ضجيج الوعود الكبيرة بتحقيق النصر المنشود، وسارت وفق المخطط الذي رسم لها، وفي الوقت المناسب سيقت إلى خيبة كبرى حملت آلام نتائجها الأمة العربية والأمة الإسلامية من ورائها.

وأزيح الستار عن الفصل الأول من التمثيلية، وطلع الملحد العميل يقول: إن الهزيمة قد كانت بسبب وجود رواسب من الذهنية الدينية لدى القيادات الثورية في حركة التحرر العربي، وبسبب عدم التغيير الشامل في تركيب المجتمع كله، لأن التغيير الاقتصادي والاجتماعي لا يكفي لتحقيق النصر، بل لا بد من تغيير يشمل المبادئ والعقائد والتقاليد وسائر المواريث القائمة في المجتمع العربي.

هلمَّ إذن إلى هذا التغيير، لتفقد الأمة العربية كل كيانها وكل مقوماتها، وعندئذ تسقط سقوطاً كاملاً في يد عدوها، الذي يستعبدها ويسخرها فيما يريد.

وهذا هو ما يهدف إليه العدو في خطته ضمن حربه الشاملة للإسلام والمسلمين.

وجاءت حرب رمضان (تشرين أول- أكتوبر) في عام ١٩٧٣م فأظهرت للناس جميعاً أن الإسلام لما دخل في المعركة دخولاً اسمياً وبصورة جزئية ظهرت في الأمة العربية بطولات حقيقية لم يكن لها وجود مطلقاً في حرب (حزيران-يونية) عام ١٩٦٧م، وكان من نتيجتها تحول جزئي لصالح الأمة العربية، وكان في هذا تكذيب واقعي لمفتريات الملحد الماركسي العميل.

وقد يبدو عجيباً أن يوجه هؤلاء الملاحدة الماركسيون انتقادهم لحركة التحرر

<<  <   >  >>