للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويذكر الهجويري واحد من المشايخ أنه كان يقول:

" السماع تنبيه الأسرار لما فيها من المغيبات " (١).

وأما الكلاباذي فيقول:

" السماع استجمام من تعب الوقت , وتنفس لأرباب الأحوال , واستحضار الأسرار لذوي الأشغال.

وإنما اختير على غيره مما يستروح - هكذا - إليه الطباع , لبعد النفوس عن التشبث به والسكون إليه , فإنه من القضاء يبدو , وإلى القضاء يعود " (٢).

ونقل الغزالي وأبو طالب المكي عن بعض المشائخ أنه قال:

" رأيت أبا العباس الخضر عليه السلام فقلت له: ما تقول في هذا السماع الذي أختلف فيه أصحابنا؟

فقال له: الصفو الزلال الذي لا يثبت عليه إلا أقدام الفقهاء " (٣).

وأما ابن عجيبة فنقل هذا عن رسول الله حيث قال:

" حكى عن بعض الأبدال أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم , فقلت:

ما تقول في السماع الذي عليه أصحابنا؟

فقال: هو الصفاء الذي لا يثبت عليه إلا أقدام العلماء " (٤).

ونقل الشعراني عن سهل بن عبد الله أنه كان يقول:

" معنى السماع علم أستأثر الله تعالى به لا يعلمه إلا هو , والعبارات تقصر عنه ولكن الصادقون - كذا - تشير إليهم المعاني فيستريحون بذلك من تعب الحجاب " (٥).


(١) كشف المحجوب للهجويري ص ٦٥٣ طبعة عربية.
(٢) التعرف للكلاباذي ص ١٩٠.
(٣) إحياء علوم الدين للغزالي ج ٢ ص ٢٤٧ , أيضاً قوت القلوب لأبي طالب المكي ج ٢ ص ٦٣.
(٤) الفتوحات الإلهية لابن عجيبة الحسني ص ١٨٥.
(٥) الأنوار القدسية للشعراني ج ٢ ص ١٨٢ , ومثله في الرسالة القشيرية ج ٢ ص ٦٥٠.

<<  <   >  >>