للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عمدته أن الذي ينسبون إليه الرفاعي ليس بثابت، وإن الرفاعي نفسه لم يدّع ذلك، وهذا نصه:

" وقد نسب بعضهم الشيخ الجليل سيدي أحمد الرفاعي إلى حسين بن أحمد الأكبر فقال:

هو أحمد بن يحيى بن ثابت بن حازم بن علي بن الحسين بن المهدي بن القاسم بن محمد بن الحسين المذكور، ولم يذكر أحد من علماء النسب للحسين ولداً اسمه محمد، وحكى لي الشيخ النقيب تاج الدين أن سيدي أحمد بن الرفاعي لم يدّع هذا النسب، وإنما أدعاه أولاد أولاده" (١).

وقد ذكر ظهير الدين القادري نقلاً عن العلامة شمس الدين ناصر الدمشقي أنه قال: " إن الرفاعي لم يبلغنا أنه أعقب كما جزم غير واحد من الأئمة المرضية، ولم أعلم له نسباً صحيحاً إلى علي بن أبي طالب ولا إلى أحد ذريته الأطياب، وإنما الذي وصل إلينا وساقه الحافظ وصح لدينا أن أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي الحسن علي بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة المغربي الأصل البطائحي الرفاعي نسبة إلى جده الأعلى رفاعة، قدم والده أبو الحسن رحمة الله عليه من بلاد المغرب، فسكن بطائح" (٢).

فلم يكن عند الرفاعيين شيء لحل هذه المعضلة، ورفع هذه المشكلة إلى أن يلتجؤا إلى ما التجأ إليه الآخرون من بني جلدتهم وأهل مشربهم، فقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أخبره بصحة نسبه إليه كما يذكر ذلك صاحب القلادة " كيف لا، وقد شهد له نبينا سيد العرب والعجم بصحة الوصلة والنسب، وذلك عام حجه رضي الله عنه حين وقف تجاه الحجرة العطرة النبوية قال: السلام عليك يا جدي، فقال له عليه أفضل صلوات الله: وعليك السلام يا ولدي" (٣).


(١) عمدة الطالب في أنساب أبي طالب لجمال الدين بن عنبة الحسيني المتوفى ٨٢٨هـ ص ٢١٣، ٢١٤ ط قم والنجف ١٩٦١م.
(٢) الفتح المبين لظهير الدين القادري ص ١٠٥ ط.
(٣) أنظر قلادة الجواهر ص ٢٠.

<<  <   >  >>