للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

البارحة عبد القادر النقاد بالمنام فقال لي:

أعرش أنت أم كرسيّ؟

فقلت له:

دع عنك ذا.

الطينة أرضية.

والنفس سماوية.

والقلب عرشي.

والروح كرسي.

والسر مع الله بلا أين.

والأمر نزل فيما بين ذلك ويتلوه الشاهد منه (١).

وذكروا من جملة كراماته أنه أثناء سفره إلى الإسكندرية مكث بتونس مدة، واشتهر أمره وذاع صيته، والتف حوله خلق كثير فحسده فقيه تونس وقاضي قضاتها ابن البراء فوشاه إلى السلطان، ودسّ له عنده، وتكلّم في نسبه ولكن السلطان لم يمسه بسوء، ووقره في قلبه واحترمه ولكن منعه من الخروج، وما أن منعه إلاّ وماتت جاريته في ذاك الحين، التي أحبها فملكت عليه جميع أقطاره، ثم التهبت النار في البيت فلم يشعروا حتى احترق كل ما في البيت من الفرش والثياب وغير ذلك من الذخائر، فعلم السلطان أنه أصيب من قبل هذا الوليّ (٢).

ولكن من الغرائب أنه لم يصب ابن البراء شيئاً مع تصريح عبد الحليم محمود وغيره أنه بقى على عدائه للشاذلي ومخالفته له إلى أن الشاذلي كان يسلّم عليه فلم يكن ابن البراء يردّ عليه السلام، وكان يطعن في نسبه (٣).

ولكن أنّى للمختلقين العقل، ومن أين للقصاصين العقل، والمسامرين الوضاعين الفكر.


(١) لطائف المنن الاسكندري ص ١٤٣، ١٤٤ ط مطبعة حسان القاهرة.
(٢) درة الأسرار ص ٣٠.
(٣) انظر أبو الحسن الشاذلي ص ٤٢.

<<  <   >  >>