للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بعض مريديه أنه قال:

"صليت خلف شيخي صلاة فشهدت ما أبهر العقل وذلك أني شهدت بدن الشيخ والأنوار قد ملأته، وانبثت الأنوار من وجوده حتى أنني لم أستطيع النظر إليه، وقد كشف الحق عن مشرقات أنوار قلوب أوليائه لانطوى نور الشمس والقمر في مشرقات أنوار قلبوهم، وأين نور الشمس والقمر من أنوارهم" (١).

هذا ولقد استقر الشاذلي بعدئذ في الإسكندرية بمصر، وتزوج هنالك وولد له أولاد، وحبس عليه السلطان برجاً من أبراج السور في أسفله ما جل كبير ومرابط للبهائم، وفي الوسط مساكن للفقراء وجامع كبير، وفي أعلاه أعلية لسكانه وعياله" (٢).

وكان من عادته " إذا ركب تمشى أكابر الفقراء وأكابر الأغنياء حوله، وتنشر الأعلام على رأسه، وتضرب الكاسات بين يديه، ويأمر النقيب أن ينادي أمامه "من أراد القطب فعليه بالشاذلي" (٣).

وسنة ٦٥٦هـ سافر للحج، وفي صحراء عيذاب وافته المنية فدفن هناك (٤).

ويقول الجامي: "وكان ماء هذا الصحراء ملحاً لا يشرب ولكنهم بعد ما غسلوه بمائه صار ببركته حلواً عذباً" (٥).

وفي هذا الصحراء ادّعى بأنه التقى بالخضر وكلّمه، كما نقلوا عنه أنه كان يقول:

"لقيت الخضر في صحراء عيذب، فقال لي:

"يا أبا الحسن أصحبك الله اللطف الجميل، وكان لك صاحباً في المقام والرحيل" (٦).


(١) لطائف المنن للإسكندري ص ٩٥.
(٢) درة الأسرار نقلاً عن "أبي الحسن الشاذلي" ص ٤٥.
(٣) الكمشخانوي ص ١١٧،النفحة العلية ص ٢٢٨،الكواكب الدرية للمناوي نقلاً عن "أبو الحسن الشاذلي" ص ٥٤.
(٤) طبقات الأولياء لابن الملقن ص ٤٥٩،أيضاً الطبقات الكبرى للشعراني ج ٢ ص ٤.
(٥) نفحات الأنس للجامي (فارسي) ص ٥٧٠ ط طهران.
(٦) لطائف المنن ص ١٥١،طبقات الشعراني ج ٢ ص ٥،جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج ٢ ص١٨٣،أبو الحسن الشاذلي ص ٣٩.

<<  <   >  >>