للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أقسم عليك بالعزيز سبحانه إلا ما أجبت دعوتي. وأتيتني طائعة مقرة بما ألهمك الله تعالى به. فشقت الأرض والبحر وأتت طائعة مقرة شاهدة بلسان عربي فصيح قائلة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد إن محمداً رسول الله وإنك شيخ الشيوخ على الإطلاق وشيخ أهل الأرض والسماء بالوفاق فلما شاهدوا من كراماته ما شاهدوه عياناً قاموا على أقدامهم وكشفوا رؤوسهم وبايعوه أن يكون شيخاً عليهم وعلى كل من يلوذ بهم. هو وذريته إلى يوم القيامة " (١).

والقادرية يروون أنه لما قال الجيلاني في بغداد " رقبتي هذه على كل ولي ّلله طأطأت رؤوسها له , ونقل أن السيد أحمد الرفاعي كان آنذاك في بلدته أم عبيدة: وعلى رقبتي أيضاً (٢).

وقد مر بعض تفصيله فيما سبق.

وأيضاً " قال نقيب الأولياء أبو العباس الخضر ومثله ممن أطلعه الله على مقامات الأولياء كلهم ما هو نص في عموم فضله وشرفه على المتقدمين والمتأخرين (٣).

وروى ابن الملقن ما يؤيّد القادرية , عند ذكر الرفاعي حيث نقل عن أبي العباس الخضر بن عبد الله الحسني الموصلي أنه قال:

" كنت يوماً جالساً بين يدي الشيخ عبد القادر الجيلاني , فخطر في نفسي زيارة الشيخ أحمد , فقال الشيخ: أتحب رؤيته؟

فقلت: نعم , فأطرق وقال: حضر , فقمت إليه وسلمت عليه , فقال: يا خضر! ومن يرى مثل الشيخ عبد القادر سيد الأولياء يتمنى رؤية مثلي؟ وهل أنا إلا من رعيته! ثم غاب , فبعد وفاة الشيخ زرته , فقال لي: يا خضر! ألم تكفك الأولى " (٤).


(١) قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر محمد أبي الهدى الرفاعي ص ٩١ , ٩٢.
(٢) أنظر الفتح المبين , قلائد الجواهر , بهجة الأسرار ونشر المحاسن الغالية. وغيرها من الكتب , وقد مرّ ذكر أرقام الصفحات فيما سبق.
(٣) الفتح المبين لظهير الدين القادري ص ١١١.
(٤) طبقات الأولياء لإبن الملقن ص ١٠٠.

<<  <   >  >>