" إن صلاة الفاتح لما أغلق تعدل ستمائة ألف صلاة فأنظره وأقدرْ قدر ما ينال المصلي من صلاة الله تعالى عشرا عشراً , وقال في شرحه أيضاً: قال شيخنا العياش رضي الله عنه:
من قرأ هذه الصلاة مرة ولم يدخل الجنة يقبضني بين يدي الله تعالى (١).
فانظر إلى تلك الأكاذيب والأباطيل كيف يروون تلك الفضائل ومن الثواب ذلك المقدار على ورد اخترعوه , وذكر اختلقوه , وصلاة ابتدعوها ويفضلونها على أوراد الأنبياء وأذكار الرسل والصلاة التي علّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم , مع أن هذه الصلاة خالية عن السلام , وان صيغته لا تضاهي تلك الصيغة النبوية عليها مسحة إلهية وفيها نفحة ربانية.
وبذلك يلهون الناس عن قراءة القرآن والتمسك بألفاظ وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة أن التيجاني أيضاً تلقاها عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يلقنها أفضل الخلائق بعد الأنبياء والرسل أبا بكر الصديق ومن تلاه في المرتبة والمنزلة عمر الفاروق ومن يليهما عثمان بن عفان صهر رسول الله وزوج كريمته الملقب بذي النورين والخليفة الراشد الرابع ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين , مع ما في أقوالهم من الحث على ترك العلم , والترغيب والتحريض على الاعتناء بهذه المجازفات والمبالغات.
وهناك أوراد أخرى منها ما يسمونها جوهرة الكمال , ولفظها:
" اللهم صل وسلم على عين الرحمة الربانية والياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني ونور الأكوان المتكونة الأدمي صاحب الحق الرباني البرق الأسطع بمزون الأرياح المائلة لكل معترض من البحور والأواني ونورك اللامع الذي ملأت به كونك الحائط بأمكنة المكاني اللهم صل وسلم على عين الحق تتجلى منها عروش الحقائق عين المعارف الأقوم صراطك التام الأسقم اللهم صل وسلم على طلعة الحق الكنز الأعظم أفاضتك منك إليك إحاطة النور المطلسم صلى إليه عليه وعلى آله صلاة
(١) الدرر السنية في الطريقة التيجانية للرباطي ص ٦٠ ط مطبعة حجازي القاهرة ١٣٧٥ هـ.