في تقريرها الرسمي ما نصه: لأن السيدة قد أدارت الزاوية التيجانية الكبرى إدارة حسنة كما تحب فرنسا وترضى , ولأنها كسبت للفرنسيين مزارع خصبة ومراعي كثيرة , ولولاها ما خرجت من أيدي العرب الجزائريين (التيجانيين) , ولأنها ساقت إلينا جنوداً مجندة من " أحباب " هذه الطريقة ومريديها , يجاهدون في سبيل فرنسا صفّاً كأنهم بنيان مرصوص. . .
واليوم تعيش هذه السيدة (أيّم التجاني) في مزرعة لها كبرى في ضواحي مدينة بلعباس - وهران عيشة المترفين ذوي الرفاهية والنعيم , وهي الآن لم تقطع علائقها بالزاوية التجانية , بل لا تزال تسيطر عليها , وتقبض على أزمتها , ومع أن الأحباب التجانيين يتبركون بهذه السيدة ويتمسكون بآثارها ويتيممون لصلواتهم على التراب الذي تمشي عليه , ويسمونها " زوجة السيدين " , فإنها لا تزال مسيحية كاثوليكية إلى هذه الساعة , ومن العجيب أن إحدى وستين سنة قضتها كلها في الإسلام وبين المسلمين من (١٨٧٠ إلى الآن ١٩٣٠) لم تغير من مسيحيتها شيئاً , وهذا دليل على ما كانت عليه تكنه في قلبها لهؤلاء " الأحباب " الذين حكموها في رقابهم وأموالهم!!.
ولنرجع إلى نقل الاعترافات فنقول: ثم قال سيدي محمد الكبير: وفي سنة ١٨٨١ كان أحد " مقاديمنا " سي عبد القادر بن حميدة مات شهيداً مع الكولونيل فلاتير حيث كان يعاونه على احتلال بعض النواحي الصحراوية.
وفي سنة ١٨٩٤ طلب منا جول كوميون والي الجزائر العام يومئذ أن تكتب رسائل توصية , فكتبنا عدة رسائل , وأصدرنا عدة أوامر إلى أحباب طريقتنا في بلاد الهكار (التوارق) والسودان نخبرهم بأن حملة فوولامي الفرنسية هاجمة على بلادهم , وبأمرهم بأن لا يقابلوها إلا بالسمع والطاعة , وأن يعاونوها على احتلال تلك البلاد , وعلى نشر العافية فيها!! ..
وفي سنة ١٩٠٦ - ١٩٠٧ أرسل المسيو جونار والي الجزائر العام يومئذ ضابطه المترجم مدير الأمور الأهلية بالولاية العامة سيدي مرانت برسالة إلى أبي المأسوف عليه سيدي البشير , فأقام عنده في زاوية كوردان شهراً كاملاً لأداء مهمة سياسية , ولتحرير