للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كما ان الاموال التي ينفقها الاخ القذافي على النظام الحاكم في ايران فانما تضاف إلى ارصدة اسرائيل بعد تحوير صغير.

واذا كانت الدول الاستعمارية الكبرى تساعد اسرائيل ضد العرب بالمال والسلاح، فان الجمهورية الاسلامية الخمينية تساعد اسرائيل بالمال والسلاح والدم، ان قتل كل جندي في جبهة الحرب الايرانية العراقية حياة لجندي اسرائيلي واقف في الجبهة العربية بالمرصاد.

لقد ثبت لاسرائيل ان ايران في ظل التاج والعمامة سوق رائج له وصديق لا غنى عنه، فالبضائع الاستهلاكية التي تستورده ايران في عهد الشاه، والنفط الذي تستورده اسرائيل من ايران اضعاف ما كانت تستورده في عهد الشاه، والتعاون الايراني في ظل الخميني وزمرته يتجاوز تعاون الصديق مع صديقه، بل اصبح تعاون الحليف مع حليفه، فمتى كان الشاه يشترى الاسلحة ويستورد قطع الغيار من اسرائيل كما فعلت الدولة الخمينية، غير ان الشاه كان شجاعا في التصريح بعلاقته مع اسرائيل، والخميني وزمرته الحاكمة جبناء اذلاء، (وَمِنْ وَرائِهِم قَوم اشتَروا الضَّلالة بِالهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارتَهُم وَكانوا مِن الخَاسِرين) (١)


(١) "١" كتبنا هذا الفصل قبل احتلال اسرائيل للبنان بنصف عام. الاحتلال الذي راح ضحيته عشرين الف قتيل من المدنيين واسفر عن مذبحة صبرا وشاتيلا وارغام المقاومة الفلسطينية على مغادرة الاراضي اللبنانية، الامر الذي يثبت ما اسلفناه في هذا الفصل ان الشعب الايراني عندما اراد الوقوف بجانب اللبنانيين والفلسطينيين في محنتهم لدرء الهجمات الاسرائيلية وظهرت تساؤلات كثيرة عن السبب في رفض الخميني اقتراح العراق بوقف الحرب الدائرة بينهما حتى يتسنى للعراق مساعدة لبنان. وجه الخميني نداء إلى الشعب الايراني يقول فيه: لا تلهيكم الحرب الصغيرة عن الحرب الكبيرة فمحاربة العراق اهم لنا بكثير من محاربة اسرائيل.

<<  <   >  >>