للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يكن المجتمع البشري يعرف انذاك الصحف والاذاعة والتلفزيون والاقمار الصناعية التي تمد البشرية بمعلومات عن الكراة الاخرى، فلذلك كانت الاخبار تبقى محصورة في صدور المؤرخين يودعونها في بطون التاريخ، اما اليوم فالصحافة ووسائل الاعلام العالمية تراقب المجتمع البشري بخيره وشره، ولا تغادر صغيرة ولاكبيرة الا احصاها، وفي اقل من بضع ثوان يطلع سكان هذا الكوكب من القطب الشمالي إلى الجنوبي على كل ما تبثه نشرات الاخبار.

لقد ظهر الاسلام منذ اواسط هذا القرن في مظهر التجديد الفكري الذي يوحي بمعالجة المشاكل الانسانية التي عجز عن حلها النظامان العملاقان العالميان الرأسمالي والشيوعي وبدأت تظهر كقوة ثالثة في العالم باسم الاسلام تقف ضد مطامع المستعمرين العظام في الدول الاسلامية التي للدول الكبار مطامع عظيمة فيها. وعلينا ان لاننسى ابدا الكلمة التي قالها كلادستون رئيس الوزراء البريطاني في مجلس العموم " ما دام القرآن في ايدي المسلمين ويعملون به لانستطيع من السيطرة عليهم " ثم علينا ان ناخذ درسا بليغا من الحقائق التاريخية وتجاربها وقد يكون من اهم هذه الدروس التي تكشف لنا الواقع الاليم الذي خططه الاستعمار للاسلام والبلاد الاسلامية، هي الاحداث التي شهدتها القارة الهندية بعد الاستقلال، لقد استطاع الشعب الهندي مسلمين وهندوس وبقيادة زعيمين كبيرين مهاتما غاندي ومحمد علي جناح طرد الاستعمار البريطاني من بلاده وذلك بعد عشرين عاما من التضحيات الجسام وتمخضت عن تلك الثورة العظيمة التي انتهت إلى اندحار اكبر دولة استعمارية في التاريخ البشري، ولادة دولتين كبيرتين احداهما الهند بنفوسها البالغة ٤٠٠ مليون هندوسي وباكستان بنفوسها المائة والعشرين مليون مسلم.

ومنذ عام ١٩٤٨ أي العام الذي استقلت فيه الشبه القارة الهندية وشهد

<<  <   >  >>