بسم الله الرحمن الرحيم وسطية الإسلام وسماحته ودعوته للحوار تنفرد الأمة الإسلامية بميزة لم تكن لأمة من قبل، وهي خصيصة الوسطية التي ورد وصف الأمة بها في القرآن الكريم في قوله تعالى:{جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}(البقرة: من الآية١٤٣) .
ولفظة وسط وما شابهها من مشتقات أخرى كواسط، وأوسط، ووسيط، وواسطة ووساطة تطلق في اللغة العربية على معنيين: المعنى الأول بديهي وعام، يقصد به مجرد التوسط بين شيئين مطلقا معنوياً كان أو حسياً. كقولهم: فلان يقوم بدور الوسيط أو الوساطة بين خصمين، ويرى اللغويون أن الوسط بالسكون لا يراد به إلا مجرد التوسط بين أمرين، أما الوسط بالفتح فيراد به شيء أهم وأسمى من مجرد التوسط.
أما المعنى الثاني للفظ وسط فهو المعنى الخاص، حيث يراد به في لغة العرب الأعدل والأفضل والأحسن والأخير بسكون الخاء. ومن ذلك قولهم فلان وسط قومه أي: من أحسن القوم وأخير الناس. وقولهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان من أوسط قومه نسباً وشرفاً أي: أنه من أخير الناس وأفضلهم وأعدلهم.