للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شربتم فاشربوا مصا، وإذا استكتم فاستاكوا عرضا". وفيه محمَّد بن خالد القرشي، قال ابن القطان: لا يعرف، وقال الحافظ: وثقه ابن معين، وابن حبان، ورواه البغوي، والعقيلي، والطبراني، وغيرهم من حديث سعيد بن المسيب، عن بهز بن حكيم: بلفظ "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستاك عرضًا" وفي إسناده ثبيت بن كثير، وهو ضعيف، واليمان بن عدي، وهو أضعف منه. وذكر أبو نعيم في الصحابة ما يدل على أن هذا الحديث عن سعيد بن المسيب عن بهز بن حكيم بن معاوية القشيري، وعلي هذا فهو منقطع، وهو من رواية الأكابر عن الأصاغر.

وحكى ابن منده مما يؤيد ذلك أن مخيس بن تميم رواه عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده. ورواه البيهقي، والعقيلي أيضا من حديث ربيعة بن أكثم، وإسناده ضعيف جدًا، وقد اختلف فيه على يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب فرواه ثبيت بن كثير عنه فقال بهز ورواه علي بن ربيعة القرشي عنه فقال: ربيعة بن أكثم. قال ابن عبد البر: ربيعة قتل بخيبر فلم يدركه سعيد، وقال في التمهيد: لا يصحان من جهة الإسناد. قاله الحافظ في التلخيص جـ ١/ ص ٣٧٢، ٣٧٣. من هامش المجموع.

وقال الأذرعي: ينبغي أن يحتج في المسألة يعني مسألة الاستياك عرضا بحديث يشوص فاه بالسواك وهو في الصحيحين فإن الصحيح (١) في معناه أنه الاستياك عرضا. اهـ من هامش المجموع جـ ١/ ص ٢٨٠.

قال الجامع: بل الأولى أن يحتج بحديث الشوص على الإستياك طولا وعرضا لأن معناه الغسل والتنظيف فيشمل الطول والعرض فتنبه.

"ومنها" أنه لا يختص السواك بالأسنان فقط.


(١) قال الجامع: المشهور في كتب اللغة تفسيره بالغسل والتنظيف، وأما تفسيره بالاستياك عرضا فذكره في اللسان بقيل، وذكر أيضا أنه الإمرار على أسنانه من سفل إلى علو، انظر اللسان، و"ق" والمصباح في مادة شاص، فلا ينبغي حمل معنى الحديث إلا على ما هو مشهور عند أهل اللغة، فمعنى يشوص فاه بالسواك: ينظفه أو يغسله، والله أعلم.