للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القنوت في الوتر:

حكمه: سنة في جميع السنة، ويكون بعد الركوع لما روى أنس رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركوع) (١) .

ويقول فيه ما رواه الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت (٢) ، وعافني (٣) فيمن ⦗٢١٤⦘ عافيت، وتولني (٤) فيمن توليت، وبارك (٥) لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت) (٦) .

وزاد البيهقي بعد قوله: (ولا يذل من واليت) : (ولا يعز من عاديت) (٧) ، وزاد النسائي: (وصلي الله على النبي) (٨) .

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) (٩) .

وبأس أن يدعو المصلي في قنوته بما يشاء غير ما تقدم من الوارد عنه صلى الله عليه وسلم، وإن كان الوارد أفضل.

ويسن القنوت في الوتر جماعة في رمضان. ويؤمن المأمون على قنوت إمامه، ويرفع القانت يديه في الدعاء إلى صدره وبطونهما نحو السماء ولو كان مأموماً لأن ابن مسعود رضي الله عنه فعله، وإذا فرغ أمرَّ يديه على وجهه.

ويكره القنوت في غير الوتر إلا إذا نزل بالمسلمين نازلة.


(١) مسلم: ج-١/ كتاب المساجد باب ٥٤/٣٠٠.
(٢) أصل الهدى: الرشاد والبيان قال تعالى: (وإنك لتهدي إلى صرط مستقيم) والهداية من الله التوفيق والإرشاد، وطلب الهداية من قبل المؤمنين مع كونهم مهتدين بمعنى طلب التثبيت عليها أو المزيد منها.
(٣) العافية من الأسقام والبلايا. والعافية: أن يعافك الله من الناس ويعافيهم منك.
(٤) الولي ضدد العدو، مأخوذ من توليت الشيء أي اعتنيت به أي إن الله ينظر في أمر موليه بالعناية. أو مأخوذ من وليت الشيء إذا لم يكن بينك وبينه واسطة بمعنى أن الولي يقطع الوسائط بينه وبين الله حتى يصير في مقام المراقبة.
(٥) البركة: الزيادة، وقيل: هي حلول الخير الإِلهي في الشيء.
(٦) الترمذي: ج-٢/ الصلاة باب ٣٤١/٤٦٤.
(٧) البيهقي: ج-٢/ ٢٠٩.
(٨) النسائي: ج-٣ / ٢٤٨.
(٩) أبو داود: ج-٢/ كتاب الصلاة باب ٣٤٠/١٤٢٧.

<<  <   >  >>