للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كائِن: بمعنى "كَمْ" في الاستِفهام والخَبَرِ، مركَّب من كافِ التَّشبيه و "أيّ" المُنَوَّنة (ويقول السيوطي: ولو ذَهب ذاهِب إلى أنَّ"كائن" اسم بسيط فالكاف والنون فيه أصلان، وهو بمعنى "كم" لذهب مَذهباً حَسَناً، فإنه أقربُ من دَعوى التركيب بلا دليل) ولهذا جازَ الوَقفُ عليها بالنون، وفيها ثَلاثُ لُغَاتٍ: "كأَين" كعَين، والثانية "كأين" لا همز فيه، والثالث ما ذُكِر وتُوَافِق كائِن "كَمْ" في خمسةِ أمورٍ: الإبهامِ، والافتِقَارِ إلى التَّمييز، والبناءِ، ولُزُومِ التَّصديرِ، وإفادَة التَّكثِير تَارَةً، والاستِفهام أُخرى، وهو نَادِر، قال أُبَيُّ بنُ كَعب لِزِرِّ ابنِ حُبَيش: "كائِن تَقرأ" ونص الحديث: "كائِن تَعُدُّ سُورةَ الأحزاب آيةً" أي كم تَعُدُّها، "قال: ثَلاثاً وسَبعِين".

وتُخَالفُ "كائِن" "كَمْ" في خَمسةِ أمُور:

(١) أَنَّها مُرَكَّبَةٌ، وكَمْ بَسِيطةٌ على الصحيح.

(٢) أنَّ مُمَيِّزَها مَجرُورٌ بمِن غَالِباً، حتى زَعَم ابنُ عُصفور لُزُومَه، ومنه قولُ ذي الرُّمَّة:

وكائِنْ ذَعَرْنَا مِنْ مَهَاةٍ ورَامِحٍ ... بلادُ العِدا ليستْ له بِبِلاَدِ

(٣) أَنَّها لا تَقَعُ استِفهامِيَّةً عِند الجُمهور.

(٤) أنَّها لا تَقَعُ مَجرورَةً خِلافاً لمن جوَّ ز: "بكأيِّنْ تَبِيع هذا".

(٥) أنَّ خَبَرها لا يقعُ مُفرداً. وقَدْ تَعملُ "كائِن" عَمَلَ "رُبَّ" في مَعنى القلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>