للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأَنَّ: من أَخَواتِ "إن" وأحكامُها كأحكامِها (= إن وأخواتها) . وقد تدخُلُ عليها "مَا" الزائدةُ الكافَّةُ، فتكُفُّها عن العَمل وتُهيئِّها للدُّخُول على الجُملةِ الفِعلية نحو {كأنَّما يُسَاقُون إلى المَوْت} (الآية "٦" من سورة الأنفال "٨".

ولـ "كَأنَّ" أرْبَعَةُ مَعَانٍ:

(١) التَّشبيه المؤكَّد، وهو الغالبُ المُتَّفَقُ عليه، وشَرَطَ بعضُهم بهذا المَعنى أنْ يكونَ الخَبَرُ جَامِداً نحو "كأن زيداً أسدٌ".

(٢) الشَّكَّ والظنّ، إذا لم يكنِ الخبرُ جامِداً نحو "كأنَّ خَالداً عَالِمٌ بخبر جَارِه".

(٣) التَّحقِيق (ذكره الكوفيون والزجاجي) ، نحو قول الحارث بن خالد يَرْثِي هِشامَ بنَ المُغِيرَة:

فأصبَحَ بَطنُ مَكّةَ مُقشَعِرّاً ... كأنَّ الأَرضَ لَيسَ بها هِشامُ

(٤) التّقريب، نحو "كأنَّكَ بالغَائبِ حَاضِرٌ" و "كأنَّكَ بالفَرجِ آتٍ".

وإعرابُ هذا: الكاف حَرفُ خِطَاب، والبَاءُ زَائِدة في اسم "كأنَّ"، وقال بعضُهم: الكافُ اسم "كأنَّ ". وفي الأَمثلة: حذف مضاف، والتقدير: كأنَّ زمانَك مُقبِلٌ بالغَائِب، أو كأنَّ زَمَانَك مُقبلٌ بالفَرجِ، والباء: بمعنى "في"، ويجوزُ وُقوعُ "كأنَّ"مع اسمِها وخَبَرِها في مَوضِع وُقوعِ الجُمَل إذا كانَ المعنى على التَّشبِيه، فتقولُ في الصِّفَة: "مَرَرْتُ بِرَجُلٍ كأنَّه جَبَلٌ". وفي صِلَةِ المَوْصُول: "أقبَلَ الذي كأنَّهُ أسَدٌ" وفي الخبر نحو "هاشِمٌ كأنَّهُ ثَعلبٌ" وفي الحال: "رأيتُ عَمراً كأنَّه قَمَرٌ" ومن الحال قولُه تعالى: {فَمَا لَهُم عَنْ التّذكِرةِ مُعرِضين كأنَّهم حُمُرٌ مُستَنفِرَة} (الآية "٤٩" و "٥٠" من سورة المدثر "٧٤") .

<<  <  ج: ص:  >  >>