للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَأنْ: مُخَفَّفَةً من "كأنَّ" ولا يختلفُ عَمَلُها عن المشدَّدَةِ ويجوزُ إثباتُ اسمِها، وإفرادُ خَبَرِها كقولِ رُؤْبة:

كأنْ وَرَيدَيه رِشَاءٌ خُلَّبُ

(الوريدان: عِرْقان في الرَّقبة وهو اسمُ "كأنْ" والرِّشاءُ: الحبل وهو خبرها، الخُلَّب: اللِّيف، ورواية هذا الشطر باللسَان هكذا "كأنْ وريداه رشاءًا خُلَّب" قال: ويروى: وريديه على إعمال "كأنْ" وكقولِ باغث بن صُرَيم اليشكري:

ويَوْماً تُوَافِينا بوَجهِ مُقَسَّمٍ ... كأنْ ظبيةًٌ تَعطوا إلى وراقِ السَّلم

(يُروى برفع ظَبية على حذفِ الاسم أي كأنَّها وبالنصب على حذفِ الخَبر، أيّ كأنَّ مَكانها ظَبية، وبالجر على الأصل "كظبية" وزيدت "إن" بينهما") .

ويجوزُ حذفُ اسمِها، وإذا حُذِفَ الاسمُ وكانَ الخبرُ جُملةً اسمِيَّةً لم يَحتَج إلى فَاصِلِ كقولِ الشَّاعِر:

وَوَجهٍ مُشرِقِ اللَّوْنِ ... كأَنْ ثَدْيَاهُ حَقَّانِ

("ثدياه حقان" مبتدأ وخبر في موضع رفع خبر"كأن" واسمها ضمير الشأن محذوف) .

وإنْ كانَ جُملةً فِعليَّةً فُصِلت بـ "لَمْ" أوْ "قَدْ" نحو {فَجَعَلنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لمْ تَغنَ بالأمسِ} (الآية "٢٤" من سورة"يونس "١٠") ونحو قَولِ الشَّاعر:

لا يَهُولَنَّكَ اصطِلاءُ لَظَى الحَرْ ... بِ فَمحذُ ورُها كأنْ قَدْ أَلمَّا

(الهَول: الفَزَع، لَظَى الحَرب: نَارُها، "اصطِلاؤها" لَذعُها، ألمَّ: نَزَلَ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>