للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوَقْفُ:

-١ تَعريفُه:

هُوَ قَطعُ النُّطقِ عند آخِرِ الكلمة، والمُرادُ به هُنا الوقفُ الاختِياري (وهناك أوقاف أخرى غير مقصودة هنا، وهي: الاختباري بالموحدة والإنكاري والتذكري والترنمي والاستثباتي انظرها في حاشية الأشموني) .

-٢ تغييراتُ الوَقف:

للوقفِ تَغييراتٌ تنحصرُ في أحدَ عَشَر نَوعاً، ونَجتزئ منها بِسَبعةٍ جَمَعها بعضهم بقوله:

نَقلٌ وحَذفٌ وإسكانٌ ويَتْبَعها التَّضعِيفُ والرَّومُ والإِشْمامُ والبَدَلُ

-٣ الوَقْفُ على مُنَوَّن:

أرْجَحُ اللَّغَاتِ وأكثرُها (وهُناك لُغَتان أُخريان: لُغَةُ رَبِيعة: وهي حَذفُ التَّنوين مُطلقاً والوقف بالسَّكون، ولُغة الأَزدِ وهي: إبدال التنوين أَلِفاً بعد الفَتحة وواواً بعد الضمة وياء بعد الكسرة) .

أن يُحذَفَ تَنوينَهُ بعدَ الضَّمةِ والكَسرةِ كقولك: "هَذا عليّ" و "نظَرتُ إلى عليّ" أمّا بعدَ الفتحة إعرَابِيَّةً كانت أو بِنائِيَّةً فيُبدَلُ التَّنوينَ أَلِفاً مثالُ الإِعرابيةِ {عُرُباً أتراباً} (الآية "٣٧" من سورة الواقعة "٥٦") ، ومثال البنائيةِ "إيها" اسم فِعل بمعنى انكَفِفْ و "ويها" اسم فعل مُضارع بمعنى أَعجب. و "أذا" شَبَّهُوها بالمُنَوَّنِ والمنصوبِ، فأبدلوا تنوينَها في الوقفِ ألِفاً (واختار بعضهم الوقف عليها بالنون) .

-٤ الوَقفُ على هاءِ الضَّمير:

إذا وَقَفْنا عَلى هَاء الضَّمير، فإن كانتْ مَفتُوحَةً ثَبَتَتْ أَلِفُها كـ "رَأَيتُها" و "مرَرْتُ بها" وإن كانت مَضمُومَةً أو مَكْسُورَةً حُذِفَت صِلتها، وهي الواو للضَّمَّةِ والياءُ للكسرة كـ "رأيْتُه" و "مررتُ به" إلا في ضَرُورةِ الشّعر فيجوز إثباتُها كقولِ رُؤبة:

وَمَهْمَهٍ مُغْبَرَّةٍ أَرْجَاؤُهُ ... كأنَّ لَونَ أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ

(المهمه: المفازة، وأرجاؤه: نواحيه، والتشبيه مَقلوب أي كان لَون سمَائه من الغَبرةِ لونُ أرضه) .

-٥ الوَقْفُ عَلى المَنْقوص:

المَنْقُوصُ المَخْتُومُ بياءٍ فإذا وَقَفنا عَلَيه وجَبَ إثباتُ يائِهِ في ثَلاثِ مَسَائل:

(١) أَنْ يكُونَ محذُوفَ الفَاءِ أيْ أوَّلِ الكلمةِ كما إذا سَمَّيْتَ بمضارعِ "وَفَى" وهو "يَفي" لأنَّ أصلَها "يَوْفَى" حُذِفَتْ" فَاؤُه فَلَوْ حُذفَتْ لامُهُ لكانَ إجْحَافاً.

(٢) أَنْ يكونَ مَحْذوفَ العَيْنِ أي وَسْط الكلمةَ نحو "مُرٍ" اسمُ فاعلٍ من "أَرَى" أصله "مُرئي" نُقِلَتْ حَرَكةُ عَيْنِه وهيَ الهمزةُ إلى الرّاءِ، ثُمَّ حُذِفَتْ للتَّخفِيفِ، وأُعِلَّ قَاضٍ (قاضٍ: أصلها قاضي بياء ساكنة وتنوين ساكن فحذفنا الياء الساكنة للتخلص من التقاء الساكنين) فلا يجُوزُ حذفُ الياءِ في الوَقْفِ.

(٣) أنْ يكونَ مَنصُوباً مُنَوَّناً نحو {رَبَّنَا إنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً} (الآية "١٩٣" من سورة آل عمران "٣") ، أو غَيْرَ مُنَوَّن نحو {كَلاَّ إذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ} (الآية "٢٦" من سورة القيامة "٧٥") ، فإنْ كانَ مَرْفُوعاً أو مَجْرُوراً جَازَ إثباتُ يَائِه وحَذْفُها، ولكنَّ الأَرْجَحَ في المُنَوَّنِ الحَذْفُ نحو "هَذا نادٍ" و "نظَرْتُ إلى نَادٍ" ويجوزُ الإثباتُ (ورجحه يونس) وبذلك قُرئ {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادِي} (الآية "٧" من سورة الرعد "١٣") ، {وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالي} (الآية "١١" من سورة الرعد "١٣") والأرجح في غير المُنوَّنِ الإِثباتُ نحو "هَذَا الدَّاعِي" و "مرَرْتُ بالرّاعِي" و "قرَأ الجمهورُ {الكبيرُ المُتَعَالِ} (الآية "٩" من سورة الرعد "١٣") بالحذف".

-٦ الوَقْفُ على المُحَرَّك: لكَ في الوقفِ على المُحَرَّكِ الذي ليس ياء التأنيثِ خَمْسَةُ أوحُهٍ:

(١) السُّكُونُ وهو الأخل، ويتعينُ ذلكَ في الوقفِ عَلى تاءِ التأنيثِ كـ "رُبَّتْ وثُمَّتْ".

(٢) أنْ تَقِفَ بالرَّوم، وهو إخفاءُ الصَّوتِ بالحَركَةِ ويجوزُ في الحَرَكاتِ كُلِّها.

(٣) أنْ تَقِفَ بالإشْمام ويخْتَصُّ بالمَضمومِ، وحَقِيقَتُهُ الإشَارَةُ بالشَّفَتَينِ إلى الحَرَكَةِ بَعْدَ الإسكانِ مِنْ غيرِ تَصْويت.

(٤) أنْ تَقِفَ بتَضعيفِ الحَرْفِ المَوْقُوفِ عليه نحو "هَذا خالدّ" وشَرْطُهُ: ألاَّ يكونَ المَوقُوفُ عليهِ هَمْزةً كـ "خطأ" و "رشَأ" ولا يَاءً كالقَاضِي ولا وَاوَاً كيَدْعُو ولا أَلِفاً كـ "يَخْشَى" ولا تَالِياً لسُكُون كـ "عَمْرٍ وبَكْرٍ".

(٥) أنْ تَقِفَ بنَقْلِ حَرَكَةِ الحَرْفِ الأخيرِ إلى ما قَبْله كقِرَاءَةِ بَعْضِهم {وَتَوَاصَوْا بالصَّبرِ} (الآية "٣" من سورة العصر "١٠٣") وشَرْطُهُ أَنْ يكونَ مَا قَبْلَ الآخر سَاكِناً لا يَتَعَذَّرُ تحريكُهُ ولا يُسْتَثْقَلُ، وألاَّ تكُونَ الحركةُ فَتحةً وألاَّ يُؤَدِّي النَّقلُ إلى عَدَمِ النَّظِيرِ (فلا يجوز الوقف بنقل حركة الخرف الأخير في نحو (هذا جعفر) لتحرك ما قبله، ولا في (إنسان) ويُشدُّ لأن الألف والمدغم يَتَعَذَّر تحريكُهما ولا في نحو (يقول ويبيع) لأن الواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها تستثقل الحركة عليها، ولا في نحو "سمعت العلم" لأن الحركة فتحة ولا في نحو "هذا علم" لأنه ليس في العربية فعل) .

-٧ الوَقْفُ على تَاءِ التَّأنِيثِ:

يُوقَفُ عَلَيها بالتاء إنْ كانَتْ متصلةً بحرفٍ كـ "ثُمَّتْ" و "ربَّتْ" أو فِعلٍ كـ "قَامَت" أو باسمٍ وقبلَها سَاكِنٌ صَحِيحٌ كـ "أُخْتْ" و "بنْتْ" وجاز إبقاؤها وإبْدَالُها هاء إن كانَ قَبْلَها حَرَكَة (ولا تكون الحركة إلا فتحة) نحو "ثَمَرة" و "شجَرَةَ" أو سَاكِنٌ مُعْتَلٌ نحو "صَلاة" و "زكاة" و "مسلِمات" و "أولات" لكنَّ الأرْجَحِ في جَمعِ التصحيحِ كـ "مُسْلِمات" وفيما أشبَهَه وهو اسمُ الجمعِ كـ "عَرَفَات" و "أذْرِعات" أو تقديراً كـ "هَيهات" (فإنها في التقدير: جمع هيهية ثم سمي بها الفعل) الوَقْفُ بالتَّاء والأرجحُ في غيرهما الوَقْفُ بإبدالِ التّاءِ هاءً.

<<  <  ج: ص:  >  >>