فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أغلق بابه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن قال فغلق الناس أبوابهم وأقبل رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انتهى إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت وفي يده قوس قد أخذ بسية القوس فأتى على صنم إلى جنب البيت فجعل يطعن بها في عينه ويقول جاء الحق وزهق الباطل، ثم انطلق حتى أتى الصفا حيث ينظر إلى البيت فرفع يديه وجعل يحمد الله ويدعو والأنصار تحته يقول بعضهم لبعض أما الرجل فأدركته رغبة في قومه ورأفة لعشيرته قال وقال أبو هريرة رضي الله عنه وجاء الوحي وكان إذا جاء لم يخف عليهم فليس أحد يرفع طرفه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى يقضي الوحي فلما قضى الوحي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا معشر الأنصار أقلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته ". قالوا: قد قلنا ذاك، قال كلا: إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم المحيا محياكم والممات مماتكم ". فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا ظنا بالله ورسوله، قال فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم