للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٧٦- حدثنا أحمد بن منصور، قالَ: حَدَّثَنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر قال قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين ولم يمض علينا يوم إلا يأتينا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ طرفي النهار بكرة وعشيا فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو الحبشة حتى إذا بلغ الغماد لقيه ابن الدغنة فقال: أين تريد يا أبا بكر؟ فقال أبو بكر: أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي.

فقال ابن الدغنة: يا أبا بكر إن مثلك لا يخرج إنك تكسب المعدم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه ابن الدغنة فطاف ابن الدغنة في أشراف قريش عشية فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج رجل يكسب المعدم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فلم تكره قريش قول ابن الدغنة وقالوا: مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل فيها ولا يؤذينا ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن أبناءنا ونساءنا فقال زيد بن الدغنة: لا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره ثم قال لأبي بكر ما قالوا له وما ردوا عليه. فاتخذ مسجدا بفناء داره فكان يقرأ القرآن فكان يمر عليه نساء المشركين وأبناؤهم فينظرون إليه وكان رجلا بكاء لا يملك عينه إذا قرأ القرآن. فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسوا إلى ابن الدغنة فقالوا: إنا كنا أوينا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فأعلن بالصلاة والقراءة وإنا نخشى أن يفتن أبناءنا ونساءنا

وقد خالف أحسبه قال ما كنت عقدت عليه من أن يعبد ربه في داره أن يرد جوارك.

<<  <  ج: ص:  >  >>