عَلَيْهِ، وَيَفْتَخِرُ بِهِ مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ. سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرَانَ الْفَقِيهَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَخْلَدٍ الْعَطَّارَ بِبَغْدَادَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ يَوْمَ نُعِيَ إِلَيْهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فَبَكَى وَاسْتَرْجَعَ ثُمَّ رَوَى عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ مُصِيبَةً عَلَيْكَ، مَنْ إِذَا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ عِنْدَهُ نَصِيحَةً فَبَيْنَا أَنْتَ كَذَلِكَ إِذْ فَقَدْتَهُ» وَإِنَّ أَبَا زَكَرِيَّا مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ مُصِيبَةً عِنْدَنَا بِهِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ثُمَّ مَاتَ بَعْدَهُ بِأَيَّامٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ. سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مَهْرَوَيْهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ، يَقُولُ: كُنْتُ مُؤَدِّبَ الْهَادِي مُوسَى بْنَ الْمَهْدِيِّ وَكَانَ الْمَهْدِيُّ يَخْرُجُ كَثِيرًا فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي يَوْمًا: يَا مُحَمَّدُ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْخَرَاجِ يَقْتَطِعُ الْمَالَ فَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْتَخْرِجَهُ مِنْهُ حَتَّى يَمَسَّهُ شَيْءٌ مِنَ الْعَذَابِ قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللَّهِ لَيَسْأَلَنَّكَ اللَّهُ يَا مُحَمَّدُ عَنْ هَذَا الْيَوْمَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا عَلِمْتُ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ غَرِيمٌ مِنَ الْغُرَمَاءِ قَالَ: فَمَا خَرَجَ إِلَى مُوسَى يَسْأَلُ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute