، وَكَانَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ حِفْظُهُ طَبْعًا، ارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقَيْنِ، وَالْحِجَازِ، وَالشَّامِ، وَمِصْرَ مُعْجَمُهُ زَادَ عَلَى أَلْفِ شَيْخٍ مِمَّنْ لَقِيَهُمْ لَقِيَ بِالْبَصْرَةِ أَبَا خَلِيفَةَ، وَمَنْ هُوَ أَقْدَمَ مَوْتًا مِنْهُ وَبِمِصْرَ أَصْحَابَ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، وَابْنَ عُفَيْرٍ، سَمِعَ مِنْهُ الْكِبَارُ مِنَ أَقْرَانِهِ، وَلَهُ تَصْنِيفٌ فِي الضُّعَفَاءِ مَا صَنَّفَ أَحَدٌ مِثْلَهُ، وَرَوَى حَدِيثَ الْجَعْفَرِيَّاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْأَشْعَثِ الْمِصْرِيِّ، سَمِعَهُ مِنْهُ ابْنُ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ، وَقَالَ لَهُ: مَا أَتَى أَحَدٌ مِثْلُكَ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ يَعْنِي مَا أَتَى بَلَدَنَا. أَنْشَدَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ، أَنْشَدَنِي أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، أَنْشَدَنِي مَنْصُورُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ لِنَفْسِهِ:
[البحر الطويل]
قَبِيحٌ بِمَنْ جَاوَزَ الْأَرْبَعِينَ ... وَشَابَتْ ذَوَائِبُهُ أَنْ يَقُولَا
أَلَا بَدْرٌ ثُمَّ يُجِيدُ الْغِنَاءَ ... وَشَمْسٌ يُدِيرُ عَلَيْنَا الشُّمُولَا
قَالَ: فَأَنْشَدَنَا مَنْصُورٌ:
[البحر المجتث]
يَا مَادِحَ الْحِرْصِ جَهْلًا ... وَالْحِرْصُ شَيْءٌ يَحِيفُ
اصْفَعْ قَفَا كُلِّ يَوْمٍ ... تَعِيشُهُ بِرَغِيفِ
مَاتَ ابْنُ عَدِيٍّ قَبْلَ السَّبْعِينَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute