للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٧٥ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَرْمِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ الصَّانِعُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، وَأَنَسٍ، قَالَا: سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا تَنَالُهُمْ شَفَاعَتِي: الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ " الْقَوْلُ فِي الْبَيَانِ عَمَّا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْمَعَانِي إِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ: وَمَا الْمُرْجِئَةُ؟ وَمَا صِفَتُهُمْ؟ قِيلَ: إِنَّ الْمُرْجِئَةَ: هُمْ قَوْمٌ مَوْصُوفُونَ بِإِرْجَاءِ أَمْرٍ مُخْتَلَفٍ فِيمَا ذَلِكَ الْأَمْرُ، فَأَمَّا إِرْجَاؤُهُ، فَتَأْخِيرُهُ وَهُوَ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: أَرْجَأَ فُلَانٌ هَذَا الْأَمْرَ، فَهُوَ يُرْجِئُهُ إِرْجَاءً، وَهُوَ مُرْجِئُهُ، بِهَمْزٍ، وَأَرْجَاهُ فُلَانٌ يُرْجِيهِ إِرْجَاءً، بِغَيْرِ هَمْزٍ ⦗٦٥٩⦘ فَهُوَ مُرْجِيهِ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} [التوبة: ١٠٦] يُقْرَأُ بِالْهَمْزِ، وَغَيْرِ الْهَمْزِ بِمَعْنَى مُؤَخَّرُونَ لِأَمْرِ اللَّهِ، وَقَوْلُهُ مُخْبِرًا عَنِ الْمَلَأِ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ: {قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ} [الأعراف: ١١١] بِهَمْزِ أَرْجِهِ، وَبِغَيْرِ الْهَمْزِ، فَأَمَّا الْأَمْرُ الَّذِي بِتَأْخِيرِهِ سُمِّيَتِ الْمُرْجِئَةُ مُرْجِئَةً، فَإِنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ كَانَ يَقُولُ فِيهِ، فِيمَا:

<<  <  ج: ص:  >  >>