٧٥١ - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ هَوْذَةَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ الْمُرَوَّحِ عِنْدَ النَّوْمِ» قِيلَ: إِنَّ نَدْبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتِهِ إِلَى الِاكْتِحَالِ عِنْدَ النَّوْمِ، غَيْرُ نَهْيٍ مِنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُمْ عَنِ الِاكْتِحَالِ فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَوْقَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَإِنَّمَا كَانَ نَدْبُهُ إِيَّاهُمْ إِلَى الِاكْتِحَالِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، لَعَلِمَهِ بِنَفْعِهِ لَهُمْ فِيهِ، وَلَوْ كَانَ مِنَ الْأَوْقَاتِ وَقْتٌ هُوَ أَنْفَعُ لَهُمُ اسْتِعْمَالُ ذَلِكَ فِيهِ، لَكَانَ قَدْ عَرَفَ ذَلِكَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أُمَّتَهُ. فَإِنْ ظَنَّ ظَانٌّ أَنَّ أَمَرَهُ بِاسْتَعِمالِ ذَلِكَ لَيْلًا عِنْدَ النَّوْمِ، إِنَّمَا كَانَ مِنْ أَجْلِ كَرَاهَتِهِ اسْتِعْمَالِهِ نَهَارًا، لَا مِنِ أَجْلِ مَا ذَكَرْنَا مِنْ نَفْعِهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ دُونَ سَائِرِ الْأَوْقَاتِ غَيْرِهِ، فَإِنَّ فِيمَا رُوِّينَا مِنَ الْخَبَرِ عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِ: «عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ» ، الْبَيَانُ الْبَيِّنُ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنَّمَا نَدَبَهُمْ إِلَى اسْتِعْمَالِهِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، لِلنَّفعِ الَّذِي فِيهِ عِنْدَ ذَلِكَ، لَا لِكَرَاهَتِهِ اسْتِعْمَالَهُ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْأَوْقَاتِ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute