٩٩٠ - حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ مَرْوَانُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمًا عِنْدَ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَا فِي حُجْرَتِهَا، وَعَائِشَةُ فِي بَيْتِهَا، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَهُمُ الْحِجَابُ، فَسَاءَلَا عَائِشَةَ وَحَدَّثَتْهُمْ، ثُمَّ قَالَ مَرْوَانُ:
[البحر الطويل]
مَنْ يَشَإِ الرَّحْمَنُ يَحْفَظْ بِقُدْرَةٍ ... وَلَيْسَ لِمَنْ لَمْ يَرْفَعِ اللَّهُ رَافِعُ
فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ:
فَوِّضْ إِلَى اللَّهِ الْأُمُورَ إِذَا اعْتَرَتْ ... وَبِاللَّهِ لَا بِالْأَقْرَبِينَ نُدَافِعُ
فَقَالَ مَرْوَانُ:
دَاوِ ضَمِيرَ الْقَلْبِ بِالْبِرِّ وَالتُّقَى ... لَا يَسْتَوِي قَلْبَانِ قَاسٍ وَخَاشِعُ
لَا يَسْتَوِي عَبْدَانِ عَبْدٌ مُكَلَّمٌ ... وَعَبْدٌ لِأَرْحَامِ الْأَقَارِبِ قَاطِعُ
وَعَبْدٌ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ... يَبِيتُ يُنَاجِي رَبَّهُ وَهُوَ رَاكِعُ
⦗٦٧٦⦘
فَلِلْخَيْرِ أَهْلٌ يُعْرَفُونَ بِهَدْيِهِمْ ... إِذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَ الْخُطُوبِ الْمَجَامِعُ
وَلِلشَّرِ أَهْلٌ يُعْرَفُونَ بِشَكْلِهِمْ ... تُشِيرُ إِلَيْهِمْ بِالْفُجُورِ الْأَصَابِعُ
قَالَ: فَسَكَتَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَلَمْ يُجِبْ مَرْوَانَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا لَكَ لَمْ تُجِبْ صَاحِبَكَ؟، فَوَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ تَحَاوُرَ رَجُلَيْنِ تَحَاوَرَا فِي نَحْوِ مَا تَحَاوَرْتُمَا فِيهِ أَعْجَبَ إِلَيَّ مُحَاوَرَةً مِنْكُمَا. فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: إِنِّي خِفْتُ عَوَارَ الْقَوْلِ فَكَفَفْتُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ لِمَرْوَانَ فِي الشِّعْرِ إِرْثًا لَيْسَ لَكَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute