الْقَوْلُ فِي الْبَيَانِ عَمَّا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْغَرِيبِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ عُمَرَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَهَبْنِي صَمْتًا حَتَّى أَعْهَدَ إِلَى النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ: هَبْنِي، هَبْ لِي، كَمَا يُقَالُ: صَادَنِي صَيْدًا، بِمَعْنَى: صَادَ لِي كَمَا قَالَ نَابِغَةُ بَنَى ذُبْيَانَ:
[البحر الطويل]
فَتَصِيدُنَا الْعَيْرَ الْمُدِلَّ بِحُضْرِهِ ... قَبْلَ الْوَنَى، وَالْأَشْعَبَ النَّبَّاحَا
وَهَذِهِ كَلِمَةٌ لَا أَذْكُرُ أَنَّى سَمِعْتُهَا إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَتْ مَحْفُوظَةً، فَجَائِزٌ فِي الْكَلَامِ أَنْ يُقَالَ: وَهَبْتُ لَهُ دِرْهَمًا وَوَهَبْتُهُ دِرْهَمًا، كَمَا يُقَالُ: صِدْتُهُ صَيْدًا، وَصِدْتُ لَهُ صَيْدًا، وَشَكَرْتُهُ صَنِيعَهُ، وَشَكَرْتُ لَهُ صَنِيعَهُ، كَمَا قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ السَّعْدِيُّ:
شَكَرْتُكَ، إِنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ مِنَ التُّقَى ... وَمَا كُلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نِعْمَةً يَقْضِي
فَقَالَ: شَكَرْتُكَ، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاشْكُرُوا لَهُ} [العنكبوت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute