٣٠ - كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو سَعِيدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَعْبَدٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ضِرَارٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَتْ يَهُوَدُ خَيْبَرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ خُلِقَ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورِ الْحِجَابِ، وَآدَمُ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ، وَإِبْلِيسُ مِنْ لَهَبِ النَّارِ، وَالسَّمَاءُ مِنْ دُخَانٍ وَالْأَرْضُ مِنْ زَبَدِ الْمَاءِ، فَأَخْبِرْنَا عَنْ رَبِّكَ؟ فَلَمْ يُجِبْهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١]- لَيْسَ لَهُ عُرُوقٌ تَتَشَعَّبُ - {اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: ٢]- لَيْسَ بِالْأَجْوَفِ، لَا يَأْكُلُ، وَلَا يَشْرَبُ - {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص: ٣] لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَا وَالِدٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: ٤] لَيْسَ مِنْ خَلْقِهِ شَيْءٌ يَعْدِلُ مَكَانَهُ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ إِنْ زَالَتَا، هَذِهِ السُّورَةُ لَيْسَ فِيهَا ذِكْرُ جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ، وَلَا دُنْيَا وَلَا آخِرَةٍ، وَلَا حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ، انْتَسَبَ اللَّهُ إِلَيْهَا فَهِيَ لَهُ خَالِصَةٌ فَمَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَدَلَ بِقِرَاءَةِ الْوَحْيِ كُلِّهِ، وَمَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثِينَ مَرَّةً لَمْ يَفْضُلْهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا يَوْمَئِذٍ إِلَّا مَنْ زَادَ عَلَى مَا قَالَ، وَمَنْ قَرَأَهَا مِائَتَيْ مَرَّةٍ أُسْكِنَ مِنَ الْفِرْدَوْسِ مَسْكَنًا يَرْضَاهُ، وَمَنْ قَرَأَهَا حِينَ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ نَفَتْ عَنْهُ الْفَقْرَ، وَنَفَعَتِ الْجَارَ قَالَ: وَكَانَ رَجُلٌ يَقْرَؤُهَا فِي كُلِّ صَلَاةٍ قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ تَهَزَّءُوا بِهِ وَعَابُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَ: «وَمَا حَمَلَكُ عَلَى ذَلِكَ؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّهَا قَالَ: «حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ» قَالَ: وَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا يُرَدِّدُهَا حَتَّى أَصْبَحَ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute