حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَوَانَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ خَالُ وَلَدِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ بِفِنَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّتْ بِهِ امْرَأَةٌ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَذِهِ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَبُو سُفْيَانَ مَثَلُ مُحَمَّدٍ فِي بَنِي هَاشِمٍ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ فِي وَسَطِ النَّتْنِ، فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَةُ فَأَخْبَرَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ، فَقَالَ: «مَا بَالُ أَقْوَالٍ تَبْلُغُنِي عَنْ أَقْوَامٍ؟ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ سَبْعًا فَاخْتَارَ الْعُلَى مِنْهَا فَأَسْكَنَهَا مَنْ شَاءِ مِنْ خَلْقِهِ، ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ فَاخْتَارَ مِنَ الْخَلْقِ بَنِي آدَمَ، وَاخْتَارَ مِنْ بَنِي آدَمَ الْعَرَبَ وَاخْتَارَ مِنَ الْعَرَبِ مُضَرَ، وَاخْتَارَ مِنْ مُضَرَ قُرَيْشًا، وَاخْتَارَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَأَنَا مِنْ خِيَارٍ إِلَى خِيَارٍ، فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْعَرَبَ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: فَلْيَعْلَمْ طَالِبُ هَذَا الْعِلْمِ أَنَّ كُلَّ مُضَرِيٍّ عَرَبِيٍّ فَإِنَّ مُضَرَ شُعْبَةٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَإِنَّ كُلَّ قُرَشِيٍّ مُضَرِيُّ، فَإِنَّ قُرَيْشًا شُعْبَةٌ مِنْ مُضَرَ، وَإِنَّ كُلَّ هَاشِمِيٍّ قُرَشِيُّ فَإِنَّ هَاشِمًا شُعْبَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَإِنَّ كُلَّ عَلَوِيٍّ هَاشِمِيٍّ، وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي الْعَلَوِيَّةِ لِمَ سُمُّوا عَلَوِيَّةً، فَقِيلَ: إِنَّهُ انْتِمَاءٌ إِلَى عَلِيٍّ، وَقِيلَ: إِنَّهُ انْتِمَاءٌ إِلَى أَعْلَى الرُّتَبِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ عَرَفَ مَا أَشَرْتُ إِلَيْهِ مِنْ قَبِيلَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَهُ مِثَالًا لِسَائِرِ الْقَبَائِلِ، فَيَعْلَمُ أَنَّ الْمُطَّلِبِيَّ قُرَشِيُّ، وَأنَّ الْعَبْشَمِيَّ قُرَشِيُّ، وَأَنَّ التَّيْمِيَّ قُرَشِيُّ، وَأَنَّ الْعَدَوِيَّ قُرَشِيُّ، وَأَنَّ الْأُمَوِيَّ قُرَشِيُّ، فَالْأَصْلُ قُرَيْشٌ، وَهَذِهِ شُعَبٌ، وَكَذَلِكَ النَّهْشَلِيُّونَ تَمِيمِيُّونَ، وَالدَّارِمِيُّونَ تَمِيمِيُّونَ، وَالسَّعْدِيُّونَ تَمِيمِيُّونَ، وَالسُّلَيْطِيُّونَ تَمِيمِيُّونَ، وَالْقَيْسِيُّونَ تَمِيمِيُّونَ، وَالْأَهْتَمِيُّونَ تَمِيمِيُّونَ ⦗١٦٧⦘، وَكَذَلِكَ الْخَزْرَجِيُّونُ أَنْصَارِيُّونَ، وَالنَّجَّارِيُّونَ أَنْصَارِيُّونَ، وَالْحَارِثِيُّونَ أَنْصَارِيُّونَ، وَالسَّاعِدِيُّونَ أَنْصَارِيُّونَ، وَالسُّلَمِيُّونَ أَنْصَارِيُّونَ، وَالْأَوْسِيُّونَ أَنْصَارِيُّونَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ» فَهَذَا مِثَالٌ لِمَعْرِفَةِ الشُّعَبِ مِنَ الْقَبَائِلِ الْجِنْسُ الرَّابِعُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ: مَعْرِفَةُ شُعَبٍ مُؤْتَلِفَةٍ فِي اللَّفْظِ مُخْتَلِفَةٍ فِي قَبِيلَتَيْنِ، وَمِثَالُ ذَلِكَ أَنَّ أَبَا يَعْلَى مُنْذِرًا الثَّوْرِيَّ التَّابِعِيَّ مِنْ ثَوْرِ هَمْدَانَ، وَأَنَّ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيَّ مِنْ ثَوْرِ تَمِيمٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ الْمَازِنِيُّ مِنْ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْمَازِنِيُّ مِنْ رَهْطِ مَازِنِ بْنِ الْغَضُوبَةِ قَارِظُ بْنُ شَيْبَةَ اللَّيْثِيُّ مِنْ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ، عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ اللَّيْثِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ اللَّيْثِ، يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيِّ مِنَ الْمُنْتَمِينَ إِلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيِّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ الْأَسَدِيُّ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنُ الْأَسَدِيُّ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ مِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ عَمْرٍو، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ مِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَبُو وَجْزَةَ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ السَّعْدِيُّ مِنْ سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ، يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ مِنْ سَعْدِ تَمِيمٍ، وَمِنْهُمْ شَيْخُ بَلَدِنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ السَّعْدِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ الْأَسْلَمِيُّ مِنْ أَسْلَمَ خُزَاعَةَ، عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيُّ مِنْ أَسْلَمَ بَنِي جُمَحٍ الْجِنْسُ الْخَامِسُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ: قَوْمٌ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ عُرِفُوا بِقَبَائِلِ أَخْوَالِهِمْ، وَأَكْثَرُهُمْ مِنْ صَمِيمِ الْعَرَبِ صُلْبِيَّةٌ فَغَلَبَتْ عَلَيْهِمْ قَبَائِلُ الْأَخْوَالِ مِثَالُ هَذَا الْجِنْسِ عِيسَى بْنُ حَفْصٍ الْأَنْصَارِيُّ هَكَذَا وَغَيْرُهُ، وَهُوَ عِيسَى بْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، كَانَتْ أُمُّهُ مَيْمُونَةُ بِنْتُ دَاوُدَ الْخَزْرَجِيَّةُ، فَرُبَّمَا يُعْرَفُ بِقَبِيلَةِ أَخْوَالِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّرٍ الْأَنْصَارِيُّ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَانَتْ جَدَّتُهُ عَائِشَةُ بِنْتُ أَسَدٍ الْأَنْصَارِيِّ فَعُرِفَ بِقَبِيلَةِ أَخْوَالِهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْمَخْزُومِيُّ جَدُّهُ أَبُو قَتَادَةَ الْحَارِثُ بْنُ رِبْعِيٍّ مِنْ كِبَارِ الْأَنْصَارِ غَلَبَ عَلَيْهِ قَبِيلَةُ أَخْوَالِهِ، فَإِنَّ أُمَّهُ حَدِيدَةُ بِنْتُ نُضَيْلَةَ الْمَخْزُومِيَّةُ وَشَيْخُ بَلَدِنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ عُرِفَ بِقَبِيلَةِ سُلَيْمٍ وَهُوَ أَزْدِيُّ صُلْبِيَّةً حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ رَاوِيَةَ الْأَزْدِيِّ بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ حَمْدَانُنَا السُّلَمِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْأَخْرَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْدِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ عَبْدَانَ يَقُولُ: قَالَ لَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ أَنَا أَزْدِيُّ، وَكَانَتْ أُمِّي سُلَمِيَّةٌ، وَسَأَلْتُ الشَّيْخَ الصَّالِحَ أَبَا عَمْرٍو إِسْمَاعِيلَ بْنِ نُجَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيَّ عَنِ السَّبَبِ فِيهِ، فَقَالَ: كَانَتِ امْرَأَتُهُ أَزْدِيَّةً فَعُرِفَ بِذَلِكَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute