للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَاسَرْجِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نُومَرْدَ الدَّامِغَانِيُّ يَقُولُ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ الْهَمْدَانِيِّ، وَكَانَ يُلَقَّبُ بِسِيفَنَّةَ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْغُرَبَاءِ يَسْأَلُهُ فِي أَحَادِيثَ، فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ فِيهَا إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ: إِنَّ حَدَّثْتَنِي بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ، وَإِلَّا هَجَوْتُكَ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: كَيْفَ تَهْجُونِي؟ قَالَ: أَقُولُ:

[البحر الرجز]

قَائِلٌ مَالِكٌ فِي رَنِّهِ ... فَقُلْتُ: ذَا مِنْ فِعْلِ سِيفَنَّةَ

قَالَ: فَتَبَسَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَأَجَابَهُ فِي تِلْكَ الْأَحَادِيثِ، قَالَ: ابْنَ نومرد: «وَإِنَّمَا لُقِّبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بِسِيفَنَّةَ لِكَثْرَةِ كِتَابَتِهِ الْحَدِيثَ، وَسِيفَنَّةُ طَائِرٌ بِمِصْرَ لَا يَقَعُ عَلَى شَجَرَةٍ إِلَّا أَكَلَ وَرَقَهَا حَتَّى لَا يُبْقِيَ مِنْهَا شَيْئًا، وَكَذَلِكَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِذَا وَقَعَ إِلَى مُحَدِّثٍ لَا يُفَارِقُهُ حَتَّى يَكْتُبَ جَمِيعَ حَدِيثِهِ»

<<  <   >  >>