٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ ⦗١٦⦘: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " كَانَ زَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ مِنْ سَرَوَاتِ الْأَنْصَارِ وَكَانَ أَبُوهُ خَارِجَةُ بْنُ سَعْدٍ، حِينَ هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ نَزَلَ عَلَيْهِ فِي دَارِهِ، وَتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ ابْنَةَ خَارِجَةَ، وَكَانَ لَهَا زَوْجٌ يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ، فَقُتِلَ أَبُوهُ وَأَخُوهُ سَعْدُ بْنُ خَارِجَةَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَمَكَثَ بَعْدَهُمْ حَيَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَسِنِينَ مِنْ خِلَافَةِ عُثْمَانَ، فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، إِذْ خَرَّ فَتُوُفِّيَ، فَأُعْلِمَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ، فَأَتَوْهُ، فَاحْتَمَلُوهُ إِلَى بَيْتِهِ فَسَجَّوْهُ بِكِسَاءٍ وَبُرْدَيْنِ، وَفِي الْبَيْتِ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَيْهِ، وَرِجَالٌ مِنْ رِجَالِهُمْ، فَمَكَثَ عَلَى حَالِهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ الْآخِرَةِ سَمِعُوا صَوْتًا يَقُولُ: أَنْصِتُوا. فَنَظَرُوا، فَإِذَا الصَّوْتُ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ، فَحَسِرُوا عَنْ وَجْهِهِ وَصَدْرِهِ، فَإِذَا الْقَائِلُ يَقُولُ عَلَى لِسَانِهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأُمِّيُّ، خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ: صِدْقٌ صِدْقٌ صِدْقٌ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ: أَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصِّدِّيقُ الْأَمِينُ، الَّذِي كَانَ ضَعِيفًا فِي جَسَدِهِ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ، كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ: صِدْقٌ صِدْقٌ صِدْقٌ، ثُمَّ قَالَ: الْأَوْسَطُ أَجْلَدُ الْقَوْمِ، الَّذِي كَانَ لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، الَّذِي كَانَ يَمْنَعُ النَّاسَ أَنْ يَأْكُلَ قَوِيُّهُمْ ضَعِيفَهُمْ، عَبْدُ اللَّهِ عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ الْقَائِلُ عَلَى لِسَانِهِ: صِدْقٌ صِدْقٌ صِدْقٌ، ثُمَّ قَالَ: عُثْمَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ رَحِيمٌ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ يُعَافِي ⦗١٧⦘ النَّاسَ فِي ذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ، خَلَتْ لَيْلَتَانِ، جُعِلَتِ السَّنَتَانِ لَيْلَتَيْنِ وَبَقِيَتْ أَرْبَعٌ يَعْنِي: أَرْبَعَ سِنِينَ، وَلَا نِظَامَ لَهُمْ، وَأُبِيحَتِ الْأَحِمَّاءُ، وَدَنَتِ السَّاعَةُ، وَأَكَلَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمَّ ارْعَوَى الْمُؤْمِنُونَ، وَقَالُوا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كِتَابَ اللَّهِ وَقَدَرَهُ، فَأَقْبِلُوا عَلَى أَمِيرِكُمْ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، فَإِنَّهُ عَلَى مِنْهَاجِهِمْ، فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا يَعْهَدَنَّ دَمًا، كَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ النَّارُ، وَهَذِهِ الْجَنَّةُ، وَهَؤُلَاءِ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ أَحْسَسْتَ لِي خَارِجَةَ وَسَعْدًا لِأَبِيهِ، وَأَخِيهِ اللَّذَيْنِ قُتِلَا يَوْمَ أُحُدٍ ثُمَّ قَالَ: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى} [المعارج: ١٦] ثُمَّ قَالَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ " قَالَ النُّعْمَانُ: " فَقِيلَ لِي: إِنَّ زَيْدَ بْنَ خَارِجَةَ قَدْ تَكَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَجِئْتُ أَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، فَقَعَدْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ كَلَامِهِ وَهُوَ يَقُولُ: الْأَوْسَطُ أَجْلَدُ الْقَوْمِ حَتَّى انْقَضَى الْحَدِيثُ، وَسَأَلْتُ الْقَوْمَ: مَا كَانَ قَبْلِي؟ فَأَخْبَرُونِي "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute