السطح وهو مبتل بالماء حتى العظام. قبل يدي مرة أخرى، لم يترك لي فرصة لأتفوه بأي كلمة، إذ اختفى بسرعة كالفأر عندما يدخل جحره.
كان إبراهيم يستمع بشغف إلى ما قام به هادي، وضع الكأس فارغة بجانبه، وقال:
- آه! هولاء هم أطفال بونة ...
تناول الحاج أحمد كأس إبراهيم الفارغة، وقال معبرا عن رأيه:
- على الأقل، مغامرة هذا الفتى لها معنى سوف يعود إلى وطنه بلقب حاج، كثير من أولاد الأغنياء لا يحملون هذا اللقب، فهو فقير وقد لا تسنح له الظروف لحيازة المال الكافي لكي يؤدي هذا الفرض.
قاطع الشيخ الحاج قائلا:
- ألم يحن وقت صلاة العصر بعد؟ على إثر هذا السؤال تذكر إبراهيم موعده مع هادي فقال معتذرا:
- آسف، سيأتي الولد ليتوضأ معي كي يتعلم، لا بد أنه في انتظاري الآن.