للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رد عليه الفتى وهو يمده بكأس القهوة:

- إن رئيس المطبخ شخصيا هو الذي سمح لي بأخذها، كما سمح لي بإقامة الصلاة معكم.

تناول إبراهيم رشفة ثم خاطب الفتى بصوت آمر كما يفعل المعلم مع تلميذه:

- يا هادي بما أن لك سمعة جيدة في المطبخ، اذهب وأحضر لنا الماء كي نتوضأ.

أحس هادي بحنان واهتمام في صوت إبراهيم الآمر كثيرا ما افتقدهما في بونة عندما كانت يرى أطفالا في مثل عمره يتمردون على السيطرة الرقيقة لآبائهم.

كان كثيرا ما يطلق الزفرات على حريته المطلقة والمتردية خاصة عند أوقات الطعام والنوم، أو عندما يكون موجودا على أبواب المدارس يراقب الأطفال حين خروجهم وهم يصرخون ويقفزون هنا وهناك فرحا بوجودهم في الشارع ليمارسوا حريتهم حتى ولو كانت حرية لا ضرر فيها محمية ومتوازنة، لهذا تقبل أمر إبراهيم برضا وسرور؛ لأنه كان يجد رغبة لاشعورية في أن يستسلم لسلطة حنونة وواقية. وضع الولد دلو القهوة وجرى مسرعا نحو المطبخ وهو سعيد بأن يرى استعجاله لتنفيذ الأمر. رجع بسرعة

<<  <   >  >>