للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان إبراهيم جالسا على الحاوية التي كانت تستعمل ستارا لهادي عندما كان يستنجي وهو يسبح بصوت خفي. تهلل وجهه بتلك السعادة البسيطة التي تشع من وجوه الناس، شيوخا كانوا أو صغارا عند سماعهم نداء المؤذن على عتبة المسجد.

كان إبراهيم يبذل كل جهده حتى يبقى مركزا في الذكر غير أن فكره كان يجول به في الماضي أو يدفعه نحو المستقبل. فجأة دق الجرس معلنا عن وقت العشاء في حين سمع خلفه صوت هادي يقول له:

- هذا مزيد من الماء للوضوء يا عمي الحاج إبراهيم، لقد أحضرت لك قطعة من الجبن الذي أعطوني كثيرا منه في المطبخ ...

باغته مجيء الولد ورد عليه والدهشة تعلو محياه:

- عجبا، أنت هنا؛ هل انتهيت من طعامك؟

قال له مبتسما وهو يدفع بلطف قطعة الجبن الممدودة إليه وهو يقول:

- لا، احتفظ بها، قد تجوع في الليل، سأعطيك خبزا من بونة.

<<  <   >  >>