- أجل، أجل أعرف ذلك. قاطعه الفتى الذي هم واقفا وقد أخذ الدلوين. وقد أضاف قائلا:
- طيب، سأذهب إلى المطبخ، ولكن هذا المساء سوف تعلمني يا عمي الحاج إبراهيم أمور الصلاة.
وعده إبراهيم بذلك دون أن يغيب عن سمعه أن هادي قد ناداه باسمه لأول مرة، أحس أن الولد وعلى الاحترام الذي أبداه تجاه لقبه كان يريد ربط علاقة ألفة عاطفية معه عندما ناداه بـ (يا عمي). حينما كان هادي يبتعد أحس إبراهيم بالأسف لأن هادي ليس بولده، تحسر إبراهيم لذلك وقد جنح بفكره إلى زهرة وقد مرت صورتها بخاطره وهو يتذكر بادرتها الجميلة بالأمس. تبادر إلى ذهن إبراهيم أن يستعمل السبحة التي أرسلتها إليه.
كان جو صاف يغشى المركب الذي كان يرسم مجراه بلون الصدف على بحر ممتد. لم يعد يسمع أي ضجيج غريب في المركب، كأن كل الركاب مستغرقون في خشوع تام باستثناء أزيز الآلات الذي كان ينبعث فوق السطح مختنقا كأنه حشرجة.