- لا تقل أي شيء، فقط كرر خلفي التكبير، نعلمك الباقي في الوقت المناسب، أما اليوم فلا حرج عليك، سيتقبل الله صلاتك. تقبل هادي الجملة التي زادته ثقة وسرورا.
عندما ردد الطفل التكبير بوقار راوده انطباع وكأنه ينجز أول شيء جدي في حياته، حملته مخيلته إلى فضاءات سامية ومضيئة مليئة برؤى خاطفة للأبصار لا يمكن إدراكها بالعقول، كان يشعر بأن قوة الصلاة الخفية والغامضة قد حملت روحه في هذه اللحظة إلى جنة لم يستطع أن يحدد شكلها، غبطة بالغة اختلطت شيئا فشيئا مع وقاره الطفولي. عندما تلفظ الإمام بالسلام الختامي، أطلق هادي تنهيدة وكأنه يتأسف على انقضاء الصلاة التي كان يريدها أن تدوم إلى الأبد، كان إبراهيم ينتعل حذاءه، عندما توجه إلى هادي بالكلام قاطعا عليه الانبهار الذي كان يعيشه:
- يا هادي، عليك بالرجوع إلى المطبخ الآن قد يكونون في حاجة إليك. لكنك سوف تعود من أجل صلاة المغرب. وإلى ذلك الحين إذا دخلت بيت الخلاء فعليك أن تستعمل الماء ... فأنت على علم الآن ...